+A
A-

رياضة الدراجات الهوائية.. ثقافة رائجة في إسبانيا

تعتبر رياضة الدراجات الهوائية من أكثر الرياضات انتشارًا وشعبية في مختلف أنحاء العالم باعتبارها إحدى الرياضات الأولمبية.. كما أن الدراجة تعد وسيلة للتنقل داخل المدن والقرى، خصوصًا تلك التي تزدحم بالسيارات، وفي اسبانيا لا تعد رياضة ركوب الدراجات الهوائية مجرد رياضة للتنافس وتحقيق المراكز الأولى أو وسيلة للتنقل، فهي أداة مهمة لممارسة الرياضة وتحسين الصحة العامة أسوة برياضة المشي والجري.

في مدينة فالنسيا الإسبانية والتي تعد أهم أشهر المدن في أسبانيا وجدنا ارتباطًا وثيقًا بين المواطن الإسباني والدراجة، وهو ما كشف لنا عن وجود ثقافة راسخة بأهمية ممارسة رياضة الدراجات الهوائية، فما أن تتجول في ربوع المدينة وشوارعها إلا وتجد أمامك مشهدًا لرجل مسن أو امرأة عجوز وهي تقود الدراجة الهوائية بكل استمتاع، كما أن هناك شريحة واسعة من الشباب والأطفال يستخدمون الدراجات الهوائية من مختلف الأشكال والأنواع، بعضهم يفضل قيادتها منفردًا وفي أحيان كثيرة تجد أكثر من 50 دراجًا يمشون على شكل جماعات من أجل المتعة والترفية وممارسة الرياضة في آن واحد.

وللدلالة على وجود ثقافة لرياضة الدراجات الهوائية، فإن الحكومة الإسبانية هيأت كل السبل في الشوارع والطرقات من أجلها، فهناك مسار خاص للدراجات الهوائية في جميع أنحاء المدينة، وهناك علامة خاصة للدراجة الهوائية في الإشارات الضوئية، فعندما تومض باللون الأخضر تعني السماح لراكبي الدارجات الهوائية بالعبور واللون الأحمر إلى الوقوف بانتظار حركة السيارات.

وفي اسبانيا لا يقف الأمر إلى هذا الحد، فمثلما هناك مواقف مخصصة للسيارات في المجمعات والشوارع العام فهناك مواقف مخصصة للدراجات الهوائية يتعين على الجميع الالتزام بها وركن دراجاتهم فيها وإلا تعرضوا للمخالفة، فالدراجة تعامل نفس السيارة تقريبا، وبنظرة عامة فإن الدراجات الهوائية لا تقل عن استخدام السيارات كثيرًا.

وأثناء التجول في إحدى الحدائق العامة وجدنا مضمارًا خاص لهواة الدراجات الهوائية وهناك شاهدنا أنواع عديدة وجميلة من الدراجات بمختلف الأنواع والأصناف، بعضها يستوعب حوالي 4 ركاب حيث تحتوي بعض الدراجات على كابينة خاص للجالسين في الخلف أما قائد الدراجة فيكون في الأمام ويساعده من في الخلف بتحريك عجلاتها، كما توجد دراجات بمقاعد خاصة للأطفال تحتوي على مختلف أدوات السلامة مثل القبعة التي توضع على الرأس، وهي تستخدم من أجل الترفيه والتسلية.

وتعتبر المدن التي تعتمد في بنيتها التحتية على الدراجات بطريقة واسعة هي المدن التي لها نصيب من الازدهار الواسع في المستقبل، ووفقًا للرصد الخاص بشركة التصميمات Copenhagenize لأكثر 20 مدينة صديقة لركوب الدراجات في العالم، بعد استطلاع ثقافة ركوب الدراجات لدى السكان، والبنية التحتية المؤهلة، وتصور السلامة، والقبول الاجتماعي لاتخاذ قرار الاعتماد على الدراجات، تأتي اسبانيا في المرتبة العاشرة عالميًّا.

ركوب الدراجات نشاط يمكن لأي شخص أن يتعلمه بسهولة والاستمتاع به. فعندما تكون فوق الدراجة، فإن ذلك يعطي شعورًا بالإنجاز والمغامرة، وهناك الكثير من الفوائد مثل فقدان الوزن، وتحسين اللياقة البدنية، ووسيلة جيدة للحفاظ على الرشاقة من دون الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، وهو ما ساهم في تنامي ممارسة هذه الرياضة في مملكة البحرين أيضًا.