+A
A-

قضايا “الفين تيك” و “الدمج” تتصدر مؤتمر المصارف الإسلامية

شهدت الدورة الرابعة والعشرون للمؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية (WIBC)، بتاريخ 4،5،6 ديسمبر 2017 بالبحرين حضور أكثر من 1200 من قادة القطاع المصرفي من الشرق الأوسط، إفريقيا، آسيا، أوروبا وأميركا وذلك تحت رعاية رئيس وزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.

وتأتي مبادرة انعقاد المؤتمر من قبل منتدى الشرق الأوسط للمستشارين العالميين - وهي منصة استخبارات مالية رائدة تسهل تنمية الاقتصادات القائمة على المعرفة في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي شراكة استراتيجية مع مصرف البحرين المركزي، لإدارة المنتدى الذي انعقد على مدى ثلاثة أيام في فندق آرت روتانا في جزر أمواج.

وقد تطابق محور 2017 WIBC - “عوامل النمو الاقتصادي والمخاطر: صناع السياسات ومنظمي القطاع” - مع رؤية المؤتمر الثابتة لتكون بمثابة بوصلة لقطاع التمويل الإسلامي والصناعة المصرفية العالمية بتوليد رؤى ثابتة مستقبلية.

ودشن محافظ مصرف البحرين المركزي، رشيد محمد المعراج، المؤتمر بإلقاء كلمته الافتتاحية التي أشار فيها الى حجم قطاع الصيرفة الإسلامية وفتح بذلك المجال للآراء والأفكار المهمة التي تم مناقشتها.

ومن المرجح أن يدفع تسارع التطورات في قطاع الخدمات المالية الى تسارع في رغبة القطاع للاستجابة، حيث أنه من المؤمل أن يقوم القطاع باحتضان نظام “الفين تيك” وتكوين شراكات لتقوية الكفاءة العملية رغم التحديات لأسبقيته في الإنجازات المتصدرة في العصر الالكتروني. وقد كان محور تركيز المؤتمر خلال الأعوام الماضية هو أن يمثل شبكة وصل ما بين القطاع والروّاد في مجال “الفين تيك” لتكوين علاقات مستجدة للنهوض بالقطاع إلى مرحلة جديدة من التطور المبني على الابتكار والتكنولوجيا. وقد شهد مؤتمر هذا العام كلمات رئيسية من أليكس تابسكوت، الرئيس التنفيذي لشركة نكست بلوك جلوبال، والعضو المؤسس والمؤلف المشارك في
Blockchain Revolution، والعضو الاستشاري الرفيع المستوى التابع لصندوق النقد الدولي في “الفين تيك”، وشين باينهام - هيرد، رئيس الاستراتيجية والاقتصاد - Blockchain الذي تحدث عن احتضان التكنولوجيا الجديدة، مثل “بلوك تشين” في وجه التغيرات التي حلت على قطاع الخدمات المالية مع حلول العصر الالكتروني.

وتصدر المؤتمر طرح موضوع “الدمج المصرفي”، ليتماشى مع نظرة الحكومات العالمية والتي ترى أن الدمج المصرفي خطوة لا بد منها لتحقيق التنمية الاقتصادية. فقد حقق القطاع المصرفي الإسلامي نمواً واعداً خلال الأعوام الماضية إلا أنه لم يستغل الفرص التي تستطيع دعم المستوى الاقتصادي والاجتماعي، علماً أن انخفاض المستوي المعيشي مشكلة منتشرة في الكثير من المناطق ذات الأغلبية المسلمة. ومع تزايد المخاطر العقدية في نظام التمويل الإسلامي المصرفي مع أدوات إعادة توزيع المال مثل الزكاة، والصدقة، والقرض الحسن، والأوقاف، يصبح من المحبذ تسهيل التمويل من خلال برامج تمويل الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم (SME) والتي تعمل وفق الشريعة الإسلامية، والذي بدوره سيقلل من عدم مساواة المستوى المعيشي ويحفّز النمو الاقتصادي، حيث أنه قد تمت مناقشة كيفية تحسين الدمج المصرفي من خلال التمويل الإسلامي خلال المؤتمر من قبل قادة جديرين بالذكر وهم المدراء التنفيذيين لكل من بنك نزوى، وبنك إبدار، وبنك الخرطوم.

وحضر عضو مجلس إدارة وعضو مؤسس لشركة “سي بي إكس إل إل سي”، صاحب السمو الأمير سعود بن خالد بن عبدالله آل سعود، المؤتمر والذي عبّر فيه عن وجهة نظره التي تهدف الى احتضان التغيير المتسارع في القطاع المصرفي لتفادي الاضطرابات: “أصبحت كلمة “الفين تيك” متصلة بكلمة “اضطراب” في هذه الأيام وهي تمهّد الطريق لابتكارات وحلول جديدة، مما يعوزنا للإدراك الى أن حدوث الاضطراب لا يعني وجوب التكيّف به ولكن وجوب احتضان التغيير”.

وأتم النقاش العالمي حول “الفين تيك” في المؤتمر ، المتحدث البريطاني لورانس وينترماير، عضو مؤسس ومدير شركة “إليبسيس”، الذي تحدث عن مستقبل “الفين تيك” الإسلامي والفرص الأساسية للدمج والتحديات التي ستواجه القطاع.