+A
A-

اشتريت أول كاميرا سينمائية بـ 6 دنانير عندما كنت أعملا “مراسلا”

أقامت أسرة الأدباء والكتاب وضمن برنامجها لشهر ديسمبر ندوة بعنوان “السينما كما عرفتها وعرفتني” تحدث فيها المخرج السينمائي البحريني القدير بسام الذوادي الذي استعرض فيها شريط حياته مع الفن السابع وأهم المحطات التي صادفته ومختلف الفنون كالتشكيل والشعر والموسيقى والنحت والتصوير التي ساعدته على اكتشاف هوية السينما الحقيقية كما يقول، حيث انخرط الذوادي وعاش في قلب كل الفنون عله يستوعب ماهية السينما.. هذا الفن العظيم الذي أفنى بسام حياته في اكتشافه والعيش بين أحضانه.

استهل الذوادي الندوة بالقول..

ولدت في البحرين وعشت لمدة عشر سنوات في السعودية وهناك بدأت مرحلة حبي للصورة من خلال مجلات الرسوم التي أهداني أياها الوالد رحمه الله منذ العام 1964، وبدأت تعلم التصوير الفوتوغرافي من خلال الوالد أيضا حيث إنه كان محبا للتصوير الفوتوغرافي حتى أتى اليوم وقبل أن أعود للبحرين أخذتني الوالدة لبيت “القصيبي “في السعودية وتفاجأت بعرضهم لفيلم مصري بعنوان “شباب مجنون جدا “ المنتج العام 1967 على شاشة بالنسبة لي كانت جدا كبيرة وابهرتني، وكنت أريد هذا الجهاز الذي يعرض الأفلام وقتها وهو آلة عرض 16 ملم، وتجمعت لدي أعداد كبيرة من المجلات المصورة منذ وقتها والتي بعتها العام 1976 على مكتبة الماحوزي بمبلغ 6 دنانير وهذا الذي دفعني لشراء آلة عرض سينمائية 8 ملم مع فيلمين رسوم متحركة.

اشتريت أول كاميرا سينمائية سوبر 8 العام 1975 عندما كنت أعمل في الصيف بوزارة الداخلية قسم العلاقات العامة كمراسل،

وأخرجت مجموعة من الأفلام القصيرة، وتصوير أول فيلم بعنوان “الوفاء “ العام 1975 مع موظفي مطعم اللؤلؤة الواقع في عمارة جاشينمال في المنامة مقابل المحكمة القديمة، كما مثلت وصورت ومنتجت الفيلم بمساعدة خليفة شاهين مدير مؤسسة الصقر للتصوير وأنا لا أعرف معنى كلمة مونتاج ولا حتى المفردات السينمائية وتعلمتها منه وقتها.

وبعد مشاهدتي لأفلام علي عباس ومجيد شمس وداراب نيروز وعبدالله الحمد بالصدفة تشجعت وعملت أفلام “الأخوين “والأعمى “والأجيال”.

ويتابع الذوادي..

بعد الثانوية عملت في برادات يونيفرسال في القضيبية التي يملكها محمد الفردان لأجمع قيمة التذكرة للذهاب إلى القاهرة وأجتاز امتحان القبول حيث أن وزارة الإعلام وقتها ومتمثلة في أحمد الزياني، طلبت مني أن أُقبل في معهد السينما أولا حتى أستحق المنحة الدراسية، فتوجهت للقاهرة وحصلت على القبول وبدأت دراسة السينما حتى العام 1983 وحققت فيلمين وقتها الأول “القناع “عن معاهدة كامب ديفيد والثاني “ملائكة الأرض “عن مذابح صبرا وشاتيلا.

بداية العمل الإعلامي كان العام 1985 أي بعد سنتين من تخرجي من الجامعة في وزارة الإعلام بتلفزيون البحرين، واستمر العمل في هذه الوزارة حتى العام 2015.

في العام 1981 اشتركت كممثل في مسرحية “عطيل” للمخرج عبدالله ملك، ومثلت في معظم الأفلام السينمائية التي أخرجتها وفي بعض المسلسلات الدرامية خلال الثمانينات

أما عن الرسم والأدب فيقول الذوادي:

بداية السبعينات تعلمت الرسم على يد أحمد نشابه وبدأت أرسم لوحات خاصة لكي أستطيع أن أرسم القصص التي أفكر بها أو أنقلها من التلفزيون وطوال فترة السبعينات أعجبت بشعراء البحرين منهم إبراهيم العريض و المعاودة و قاسم حداد وعلي الشرقاوي و علي عبدالله خليفة وعبدالرحمن رفيع، وقبل ذلك أي في العام 1981 حققت أول معرض تصوير فوتوغرافي لي في القاهرة بمساعدة الطلبة.

وخلال دراستي في المعهد مثلت في مشاريع التخرج لطلبة المعهد وأستمريت في التمثيل ليس لأن أصبح ممثلا ولا الرسم لأن أصبح تشكيليا ولا الشعر لكي أصبح أديبا ولا الرقص التعبيري لكي أصبح راقصا ولا الموسيقى لكي أصبح موسيقارا وإنما عملت كل هذا وجربته لكي أصبح مخرجا سينمائيا، ثم توجهت للنقد السينمائي وقرأت لسمير فريد وسامي السلاموني

ويضيف بسام:

وقتها عرفت أن فهم ومعرفة ماهية السينما ليست سهلة والأفلام التي كنت أتابعها لفليني وأنطنيوني وبازوليني وروبيرتو روسيليني ودي سيكا وفسكونتي وبانويل وتاركوفسكي وغيرهم لم تكن بتلك السهولة التي شاهدتها فيها أول مرة، فالمشاهدة بعد الثقافة والمعرفة حتى لو كانت بسيطة تصبح صعبة بالنسبة لي وفي نفس الوقت أجمل.

عندما عدت من مصر وعملت في تلفزيون البحرين العام 1985 بدأت في إخراج البرامج التلفزيونية والتي في جميعها كنت أضع المصطلحات السينمائية لألفت نظر المشاهد إليها، حتى العام 1988 عندما قدم لي راشد الجودر سيناريو ثلاثية العين وكانت هذه الانطلاقة. هذه التجربة دفعتني لأن أفكر في عمل فيلم سينمائي، وكان أول الذين وقفوا معي الأديب إبراهيم بشمي عندما قدم لي سيناريو أمين صالح سهرة “عند رأس ميت” في العام 1985.

واختتم الذوادي الندوة بالقول..

قدم لي أمين صالح سيناريو فيلم تلفزيوني عن رواية للكاتب الأميركي جون كيفوفر بعنوان “الدمية”، والتي لاحقا تم تغيير العنوان إلى يونس والآخرون، وكان هذا أول فيلم تلفزيوني بالنسبة لي واستمر دعم وثقة قاسم حداد وأمين صالح وعلي الشرقاوي حتى قدم لي أمين صالح نص فيلم الحاجز في بداية العام 1989 الذي قمت بإنتاجه.. هذا ما عانيته لأعرف ماهية السينما وجديتها في التعامل مع القضايا عموما وتأثيرها على المجتمع.