+A
A-

جواهري: إشراك الشباب في قضايا الأمن الغذائي

قال رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات “جيبك” الدكتور عبدالرحمن جواهري إن شركته تسعى لاستقطاب الشباب وأصحاب الخبرة ممن يمتلكون المهارات التقنية والمهنية من أجل تعيينهم في وظائف تليق بهم وتلبي طموحاتهم ليصبحوا من رواد الأعمال في المستقبل، وهو ما يتماشى مع هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وأوضح في لقاء خص به “البلاد” أن انخراط الشباب داخل الشركة ومساهمتهم في العمل بمهام مختلفة والاندماج مع ذوي الخبرة وإتاحة الفرصة لهم لاتخاذ القرارات ودعوتهم لحضور بعض الاجتماعات ينعكس إيجابًا ويترك تأثيره الكبير في الاستدامة، مشيرًا إلى مبادرة “جيبك” في إشراك جميع الموظفين من فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا في جميع جوانب العمل.

ودعا جواهري إلى ضرورة تشجيع الابتكار لدى الشباب للمساهمة في قضايا الأمن الغذائي، وهو أمر ضروري جدًّا للتغلب على مختلف التحديات في هذا المجال.

وأوضح أنه يجب على العاملين في صناعة الأسمدة التنبه إلى البحث والتطوير، وأن يكونوا مستعدين للخوض في الفرص الجديدة للوصول إلى منتجات تتناسب واحتياجات المستخدمين، مع العناية بالسلامة الغذائية.

ودعا أعضاء الاتحاد العالمي للأسمدة والاتحاد العربي للأسمدة والاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات لإبداء قدر أكبر من التعاون والتنسيق ليتم الاتفاق على سياسات تعزز دور الأسمدة في زيادة المناطق الزراعية.

وأوضح أنه يتعيّن على الحكومات تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة من خلال الاستثمار، وتشجيع الابتكار والبحث العلمي، ووضع قوانين فعالة، وتوفير حماية حقوق الملكية الفكرية، وخطط للتصدير، من أجل تطوير وتثقيف الشركات على كيفية فهم والانخراط في الأسواق الواعدة وإقامة علاقات تجارية، كما يجب عليها تقديم الدعم للمزارعين وتوفير التقنية الحديثة للزراعة. وفيما يلي نص الحوار:

 

كيف يمكن تجنّب التأثيرات السلبيّة للمتغيرات التي تشهدها الأسواق وعوامل الإنتاج المختلفة على قطاع الأسمدة؟

يشهد الطلب العالمي على الأسمدة نموًّا منتظمًا فيما يخص المغذيات الزراعية الرئيسية الثلاث، النيتروجين، الفوسفات، والبوتاس، حيث يقارب الطلب على الأسمدة النيتروجينية ما نسبته 61 % مقارنةً بحوالي 23 % للفوسفات و16 % للبوتاس أي بمعدل متوسط للنمو السنوي يبلغ 1.5%، 2 %، 2.9 % على التوالي.

وتعتبر الأسمدة من المكونات الضرورية للنمو الزراعي، فهناك العديد من التطورات في جميع أنحاء العالم فيما يتعلق بمسألة تعزيز القدرة للاستفادة القصوى من وفرة الموارد الطبيعية، إلى جانب تعزيز العلاقة بين مناطق التصدير (العرض) ومناطق الاستيراد (الطلب)، وقد أثارت صناعة الأسمدة الانتباه في جميع أنحاء العالم لكونها تلعب دورًا محوريًّا ومؤثرًا في تأمين الغذاء العالمي.

إن التغير المستمر لهذه الصناعة من ناحية الإنتاج والاستهلاك والسعر والتجارة العالمية وبقيّة عوامل الإنتاج الأخرى يجب دراستها ومتابعتها على نحوٍ مستمر فهذا القطاع يشهد تطورًا ملحوظًا ومنتظمًا منذ 2007 حتى الآن. كما ينبغي الاهتمام بالتنمية الاقتصادية وبتحسين خدمات الصحة العامة والعمل على تطوير أساليب التسميد، إذ إن كل ذلك له تأثير في الحفاظ على مستوى الطلب على الأسمدة.

كما أن الوضع الحالي والمستقبلي لإنتاج الأسمدة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأسعار الطاقة، فنحو ثلثي الإنتاج العالمي يعتمد بشكل مباشر على الغاز الطبيعي كمادة خام أولية.

ما الفرص التي من يمكن اغتنامها لزيادة إنتاج الأسمدة لتلبية الطلب على الأغذيّة حول العالم؟

يجب على العاملين في هذه الصناعة التنبه إلى البحث والتطوير، وأن يكونوا مستعدين للخوض في الفرص الجديدة للوصول إلى المنتجات التي تتناسب واحتياجات المستخدمين، مع العناية التامة بالسلامة الغذائية.

إن الطلب المتزايد على الأسمدة سيستمر في الصعود خلال السنوات القادمة ليرتفع من 2.5 % إلى 3.5 % سنويًّا في حال الاستمرار على إنتاج الوقود الحيوي (الديزل الحيوي والإيثانول) باستخدام المحاصيل الزراعية وزيادة المساحة الزراعية المتاحة في أميركا. وبصورة عامّة، يتعين على الحكومات والقطاع الصناعي العمل معًا لاغتنام مثل هذه الفرص الجديدة في السوق.

ما الذي يُمكن عمله لضمان صناعة نظيفة تعنى بالبيئة؟

تحسين الأداء البيئي يقود صناعة الأسمدة نحو المزيد من التكامل الرأسي والأفقي ويحفز على توطيد العلاقات بين البلدان.

فالاهتمام بالبيئة عامل مهم يؤثر في نسبة استخدام الأسمدة والمكملات الغذائية. يدرك المختصون في مجال الأسمدة بأنه من أجل تلبية الطلب المتزايد على الغذاء لابد من زيادة المحاصيل الزراعة، وعليه لابد من تغذية النباتات بطريقة صحيحة ومنتظمة، الطريقة التي تعرف باسم إدارة المغذيات الزراعية والتي تبناها الاتحاد العالمي للأسمدة.

لقد تمّ اعتماد “إدارة المغذيات الزراعية” كأولوية في العمل على المستوى العالمي لتقليل الأثر البيئي وزيادة الإنتاجية وحفظ التنوع البيولوجي.

ما أهمّ التحديات التي تواجه صناعة الأسمدة؟

تواجه صناعة الأسمدة الكثير من المعوقات والمتاعب، والدخول إلى الأسواق الكبيرة له تحدياته ويتطلب الكثير من الوعي والاطلاع على آخر المستجدات.

شخصيًّا، أرى ضرورة أن يكون لدى العاملين في هذه الصناعة القابلية والاستعداد لتجربة فرص جديدة، وتقديم سلع تتطابق مع متطلبات العملاء. وهنا يأتي دور الحكومات التي يتعيّن عليها تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة من خلال الاستثمار، وتشجيع الابتكار والبحث العلمي، ووضع قوانين فعالة، وتوفير حماية حقوق الملكية الفكرية، وخطط للتصدير، من أجل تطوير وتثقيف الشركات على كيفية فهم والانخراط في الأسواق الواعدة وإقامة علاقات تجارية. كما يجب عليها تقديم الدعم للمزارعين وتوفير التقنية الحديثة للزراعة.

ما الذي ينبغي عمله لتحقيق التنمية المستدامة في هذه الصناعة؟

أؤمن تمامًا بأنه لا يكفي فقط معرفة المشاكل والقضايا التي تواجه التنمية الزراعية وإيجاد الحلول الفوريّة لها بل يجب أن نسعى إلى تحليل تلك المشاكل علميًّا من أجل معالجتها من جميع النواحي واكتشاف الفرص الممكنة التي تساعد على تعزيز القطاع الزراعي، وتحويله إلى قطاع حيوي يساهم في زيادة الإنتاج المحلي الإجمالي وتحقيق التنمية المستدامة.

ولتحقيق ذلك في قطاع الأسمدة، فإن هناك بعض العناصر المهمة التي يجب اتباعها مثل التطوير المستمر في التكنولوجيا لغرض زيادة الإنتاجية وزيادة كفاءة المصانع مع الأخذ بعين الاعتبار حماية البيئة وإيجاد آفاق جديدة لاستخدام الأسمدة.

كنتم رئيسًا لمجلس إدارة الاتحاد العالمي للأسمدة، كيف ترون الاتحاد خلال السنوات الخمس المقبلة؟

من المتوقع على مدى السنوات الخمس المقبلة أن يزداد الطلب على الأسمدة بشكل ثابت، كما نتوقّع ارتفاع الطلب العالمي على المغذيات الرئيسية بنسبة 2.6 % كمعدل سنوي، في حين يشير الخبراء إلى أن معدل نمو الطلب على المغذيات الدقيقة سيبلغ ضعف معدل نمو المغذيات الكبيرة.

ومن المتوقع خلال السنوات الخمس المقبلة أيضًا أن يتم تشغيل ما يقارب مائتي مشروع توسعة، بالإضافة إلى 30 مشروعًا متعلقًا بتعدين صخور الفوسفات، وبذلك ستزيد الطاقات الإنتاجية للأسمدة ومواد الخام في العالم بمقدار 146 مليون طن متري أي بنسبة 18 %. علمًا بأن إجمالي حجم الاستثمار في هذه المشاريع يصل إلى 110 مليارات دولار، كما سيتم خلق ما يقرب من 40 ألف فرصة عمل مباشرة و60 ألفًا غير مباشرة من خلال هذه الاستثمارات الجديدة في صناعة الأسمدة.

ما توقعاتكم فيما يتعلق بنمو عناصر منتج الأسمدة في المرحلة القادمة؟

لقد سجّل منتج الأمونيا نموًّا في الطاقات الإنتاجية العالمية ما نسبته 16 % في عام 2013، ومن المتوقع أن تصل إجمالي الإنتاج العالمي إلى 245 مليون طن متري في عام 2018.

ومن المؤمل أن يزيد توافر الأمونيا في عام 2018 بنسبة 3 % إلى 4 % عن عام 2013 ليصل إلى 19 مليون طن متري، مع افتراض زيادة تدريجية في الطاقات الإنتاجية الجديدة، إلا أن ظهور طاقات إنتاجيه جديدة للصناعات التحويلية التي تستخدم الأمونيا كمادة خام، قلل من توافر الأمونيا عالميًّا إلى أقل من 18 مليون طن متري في عامي 2015 و2016، علمًا بأنه من المتوقع أن يصل العرض العالمي للأمونيا في عام 2018 إلى 176 مليون طن متري والطلب إلى 161 مليون طن، في حين أن من المتوقع ارتفاع الطلب العالمي على الأمونيا للصناعة بنسبة 30 % حتى عام 2018 مقارنة بنسبة 7.4 % في قطاع الأسمدة.

أما فيما يتعلق بمنتج اليوريا فإنه من المتوقع أن تزيد الطاقة الإنتاجية على مستوى العالم بمقدار 41 مليون طن متري بحلول عام 2018 لتصل إلى 245 مليون طن، الأمر الذي يتوافق مع معدل النمو السنوي المركب عند 3 %.

وبلغ العرض العالمي من اليوريا عند 182 مليون طن متري في عام 2013، في حين سيبلغ 216 مليون طن متري في عام 2018 بمعدل نمو سنوي متوسط وقدره 4 % منذ عام 2013. ومن المتوقع أن يبلغ الطلب العالمي على اليوريا لجميع الاستخدامات 203 ملايين طن في عام 2018، بمعدل زيادة سنوية تبلغ 34 مليون طن متري منذ عام 2013، أي بنسبة نمو سنوي 3.3 % خلال السنوات الخمس التالية.

وبالنسبة للفوسفات فإنه نتيجة لازدياد كمية صخور الفوسفات في أفريقيا وغرب آسيا فمن المتوقع أن يزداد العرض العالمي من الصخور الفوسفاتية إلى 258 مليون طن متري بحلول عام 2018. ومن المتوقع أيضًا أن تبلغ القدرة الإنتاجية العالمية لحامض الفوسفوريك 61.5 مليون طن متري في 2018. ويقدر العرض العالمي من حمض الفوسفوريك بنسبة 52 مليون طن متري بحلول عام 2018 حيث سيزداد العرض على حمض الفوسفوريك حوالي 6.7 مليون طن متري وهو ما يمثل معدل النمو السنوي وقدره 3.0 % ومنذ عام 2013 طرأت زيادة في الطاقة الإنتاجية العالمية لأسمدة الفوسفات والتي تُشير التقديرات والتوقعات إلى وصولها الى 5.1 مليون طن متري بحلول 2018، لتصل إجمالاً إلى 47.7 مليون طن متري، حيث تشكل فوسفات الأمونيوم 80 % من هذه الزيادة.

أما فيما يتعلق بعنصر البوتاس، فيمكننا التأكيد بأن الزيادة التدريجية في الطاقات الإنتاجية لسماد البوتاس قد استمرت في جميع أنحاء العالم ولكن بوتيرة أبطأ منذ عام 2011، وقد تم البدء في تنفيذ حوالي 20 مشروعًا للتوسعة حاليّا منذ عام 2014 حتى عام 2018. كما تمّ كذلك التخطيط لإنجاز ثلاثة مشاريع جديدة قبل عام 2019 في كل من كندا وروسيا، ومن ثم فإنه من المتوقع أن يزداد الإنتاج العالمي للبوتاسيوم من 49.7 مليون طن متري إلى 60.7 مليون طن متري بحلول عام 2018 ومن جهة أخرى فإنه من المحتمل أيضًا حدوث ازدياد في كمية المعروض من البوتاسيوم على مستوى العالم إلى 51.4 مليون طن متري في عالم 2018، وهو ما يمثل زيادة إجمالية قدرها 8.8 مليون طن متري أو 20.7 % عن عام 2013.

ومن المتوقع أن يكون إجمالي الطلب العالمي على البوتاسيوم عند مستوى 38.3 طن متري في عام 2018، أي ما يعادل معدل نمو سنوي 3% بدءًا من عام 2013 حتى عام 2018.

أما بالنسبة لعنصر الكبريت، فإنه من المتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي للكبريت بنسبة 31 %، وذلك مقارنة بعام 2013 ليصل إلى 73.3 مليون طن متري في عام 2018 ويعزى ذلك إلى الانتعاش في قطاع النفط والغاز.