+A
A-

“خله يخيس”.. حملة لمقاطعة السمك وجزافون: “دعوه يتوفر بالأول”

أطلق نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة السمك تحت عنوان “خله يخيس” بسبب ارتفاع أسعاره التي وصلت إلى 200 % خصوصا “الصافي”.

ودعوا الناس إلى عدم شراء الأسماك اليوم وغدا، فيما طالب بعض المتابعين والمؤيدين لجعل المقاطعة أسبوعا، مؤكدين أن الصيادين والجزافين يتحكمون بالأسعار ويرفعونها على أهوائهم.

ورد عاملون في بيع الأسماك على الحملة بالقول “خله يتوفر بالأول ثم قاطعوه” في إشارة إلى عدم توافر الكميات بالأسواق، وأن الطلب يفوق العرض بكثير.

وأرجعوا أسباب صعود الأسعار إلى حرارة الجو وارتفاع كلفة التشغيل بالنسبة للصيادين، فضلا عن قلة المخزون في البحر وازدياد مناطق الحظر.

وبيع كيلو الصافي البحريني في الأسواق المركزية أمس بين 5.5 و6 دنانير للكيلو الواحد، قياسا بدينارين أو دينارين ونصف بالظروف الطبيعية.

واعتبر الجزافون الوضع طبيعيا، أي أن الأسعار ترتفع في مثل هذا الموسم من كل عام، لكن الفرق أن هذه السنة طالت المدة، ففي الظروف العادية يستمر شح الأسماك بالصيف والحر من أسبوعين إلى شهر، فيما تجاوز الـ 3 أشهر هذه المرة.

ولم ترتفع أسعار الصافي لوحده، فقد زاد الجنعد ليصل إلى 5.5 دينار للكيلو مقارنة بـ 3 دنانير سابقا، والشعري إلى 4 دنانير من دينارين أو دينارين ونصف، فيما بقي الهامور على وضعه (المرتفع) من 6 إلى 8 دنانير للكيلو.

كما صعدت أسعار الروبيان ليصل الكيلو الواحد إلى 3 دنانير للحجم الكبير، و2.5 للصغير والمتوسط.

وأرجع الجزاف علي سلمان (التاجر في سوق المنامة المركزي) ارتفاع أسعار الأسماك خصوصا الصافي لعدم توافرها في السوق، (...) لا يوجد صيد فالجو حار والكميات قليلة.

وتابع “بعض الصيادين لديهم أكثر من 80 قرقورا في البحر لكنهم لا يحصلون إلا على نصف ثلاجة يوميا من الصافي، (...) من الطبيعي أن يرتفع سعره”.

وأضاف “السوق يخضع لسياسة العرض والطلب، والكميات محدودة وشحيحة جدا”.

وأوضح سلمان أن “كلفة الصيد ارتفعت بشكل كبير جدا ولم تعد الأسعار السابقة مناسبة للصيادين، يضاف إلى ذلك زيادة المناطق المحظور الصيد فيها، ما جعل الخيارات قليلة”.

ودعا سلمان أصحاب المقاطعة إلى دخول البحر وعيش تجربة الصيد ليوم واحد، حتى يعرفوا مقدار التعب والجهد الذي يبذله العاملون في المجال، وبعد ذلك يقررون”.

وأضاف “أنا متأكد بأنهم سيغيرون آراؤهم حيال الموضوع”.

وحول دخول شهر محرم وتأثيره على سوق السمك، أكد أن “المآتم عادة ما تعتمد على اللحم الدجاج، لذا فإن تأثيره طفيف جدا، (...) حتى وإن كان هناك طلب على السمك فإنه يكون على الأحجام الكبيرة وليس على الصافي”.

ويوجد في السوق بحسب سلمان أسماك سعودية، مثل الهامور الذي يباع الكيلو منه بـ 2.5 دينار والسيباس بدينارين، وإذا ما أرادت المآتم طبخ السمك فإنها تتجه إليه.

وتوقع سلمان أن تعود الأسواق إلى طبيعتها مع دخول شهر 10 حيث يتحسن الطقس، لكنه عاد ليؤكد أن الكميات ستبقى شحيحة، (...) بحرنا ليس كما الأول.

من جهته أيد الجزاف فاضل سويدي ما جاء به سلمان، من حيث أسباب صعود الأسعار وقلة المعروض. وأضاف “لا يوجد صيد كما في الماضي، فضلا عن أن المخزون بدأ يتناقص، (...) الأسعار ستزيد عاما بعد عام”.

وأكد أن “أسواق البحرين تشهد سنويا ارتفاعا للأسعار في هذا الوقت من السنة، لكن هذه المرة طالت المدة قليلا فالأمر على حاله منذ شهر رمضان تقريبا، ما جعل الناس تشتكي”.

وحول المقاطعة قال سويدي “أعتقد بأنها غير مجدية، فالأسماك أساسا غير متوافرة، متسائلا ماذا سيقاطعون ؟”.

وتابع “على الداعين للحملة معرفة أن بائعي الأسماك يفضلون بيعه حالا لأنه لا يمكن تخزينه، في إشارة إلى أن وضع السوق أو الطلب هو الذي يحدد السعر وليس هم، يضاف إلى ذلك بطبيعة الحال وفرة الإنتاج”.

وتوافق تاجر الأسماك في سوق الرفاع عون الوني مع ما جاء به سابقوه، مؤكدا أن حرارة الجو وقلة الصيد سببا ارتفاع الأسعار، (...) منذ رمضان إلى اليوم لم ينزل الصافي عن 5 دنانير للكيلو، بل بالشهر الكريم وصل إلى 8 دنانير تقريبا”.

وزاد “حرارة الجو طالت هذه المرة، فنحن تعودنا بأن تشد أسعار السمك من أسبوعين إلى شهر، ثم تعود إلى طبيعتها لكن هذه السنة تجاوزت الثلاثة أشهر”.

كثير من المعلقين على “بوستات” المقاطعة أيدوا ما قاله الجزافون والبحارة وأكدوا أن الصياد آخر من يستفيد في ظل ارتفاع كلفة التشغيل.

فيما دعا بعضهم إلى تعميم الفكرة على جميع أنواع السمك وليس على الصافي فقط. أحدهم قال متندرا “الهامور قريب ويصير سعره مثل سعر الذهب”.

وقال آخرون “نحن مقاطعون تلقائيا، فالأسعار غالية ولا نستطيع الشراء منذ زمن، (...) كل شيء زاد سعره وقفت على السمك مثلا”.