+A
A-

رأيت الموت... وأنا أنزف

ليس لي وطن سوى البحرين... وأناشد حمايتي وأولادي الخمسة

 

“أناشد الجميع حمايتي وحماية أولادي الخمسة، رقية عمرها 8 سنوات، والصغيرة عمرها أشهر”. هذه هي الرسالة التي كلفت الزوجة المعنفة زهراء صبيحي “البلاد” بتوصيلها للمسؤولين.

واضافت “أريد الأمان لي ولأبنائي فقط... وأملي من الحكومة الرشيدة أن تحميني وتحميهم، أحب البحرين... وأريد أن أعيش فيها مع أولادي حتى نهاية عمري، ولا أعرف بلدا سوى البحرين، ليس لي بلد آخر... ولا أستطيع أن أعيش في مكان آخر دون أولادي”.

بخوف وحزن كبيرين كانت هذه هي كلمات زهراء التي أرادت أن يعلمها الجميع، المسؤولون والمجتمع، لتنخرط بعد ذلك في نوبة بكاء مريرة بعدها، كشفت عن الضعف والأسى والخوف الذي تعانيه وتحمله، وإحساسها بأن حياتها قد تنتهي في غمضة عين.ورغم الوجه الذي امتلأ بالحزن والألم، وانتفخ ورما من الضرب المبرح الذي تعرضت له، وأصبح لونه أزرقا من الكدمات، وجسمها المنهك، وروحها الخائرة، إلا أنها كانت تقول “إن الله لن ينساني أبدا، ولن ينسى أولادي، فثقتي بالله وبالمسؤولين في البحرين كبيرة، وأنا أطلب منهم الحماية لي وأولادي، أتمنى أن أعيش حياة كريمة، وأستطيع تربية أولادي الخمسة ليكونوا مواطنين صالحين لخدمة بلدهم البحرين في المستقبل”.

مدبرة

وأضافت “لم أطلب منه (زوجها) في أي يوم شيئا فوق قدرته، كنت قنوعة وراضية بحياتي معه، وكنت مدبرة كل شيء بالبيت، عشت معه زمنا طويلا في غرفة واحدة مع أهله ولم أشتكِ أبدا، لا من ضيق المكان، ولا من سوء طباعة وأخلاقه وضربه وشتمه، ولكن عنفه زاد، ووصل الأمر إلى أنه هددني بالقتل أكثر من مرة، وقال إنه سينفذ وعده، ولا أتصور كيف تم إنقاذي آخر مرة، فقد رأيت الموت وأنا أنزف، وابنتي تصرخ به (بابا أمي ماتت) اتركها”.

“البلاد” تزور زهراء

جاء ذلك خلال الزيارة التي قامت بها “البلاد” للزوجة المعنفة زهراء صبحي، والتي تعرضت لأبشع قضية عنف أسري تفاعل معها المجتمع البحريني بكل شرائحه، وحصدت أكبر متابعة عرفتها البحرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الأصعدة كافة، رسميا وشعبيا وأهليا.

خوف من القتل

وأكثر ما تخاف منه زهراء، التي ترقد في مجمع السلمانية الطبي حاليا، هو القتل، ومن المقرر أن يتم نقلها بعد إتمام علاجها وشفائها إلى شقة في “دار الأمان” على الرغم من الاهتمام الواسع الذي أولاه المجلس الأعلى للمرأة بها، ووفد من مركز دعم المرأة، الذي كلف أحد المحاميات للدفاع عنها.

شكرا للسلمانية

وأعربت المعنفة زهراء عن شكرها لكل ما قدمه مجمع السلمانية الطبي من جهود واهتمام كبيرين برعايتها، موصلة شكرها لكل الأطباء والممرضين والقائمين على رعايتها، خصوصا في الجناح الذي ترقد فيه، مشيرة إلى أن الأطباء أجروا لها فحوصا شاملة، وقاموا بتصوير الرأس تجنبا لأي مضاعفات قد تحصل، وتم تزويدها بالعلاج وجميع الخدمات الطبية اللازمة.

النيابة تبدأ التحقيق

وحضرت النيابة العامة لمجمع السلمانية أمس للتحقيق وإكمال الإجراءات المطلوبة للواقعة.

تواصل اجتماعي

كما حضرت العديد من الجمعيات والشخصيات المجتمعية لزيارة زهراء، وإبداء التضامن مع قضيتها، وقاموا بتزويد وسائل التواصل بصور من الزيارة، حيث امتلأت مواقع التواصل بصور ووقائع عن القضية وعن الزيارات.