+A
A-

الدفتر لـ “البلاد”: نظـام غذائـي جديـد لعلاج السكـري يجتـاح العالـم

كشف استشاري الأمراض الباطنية والسكري زميل الكلية الملكية البريطانية، وعضو جمعية الغدد البريطانية أسعد الدفتر أن علاجا جديدا لعلاج السكري استطاع أن يحقق نتائج مذهلة، وأصبح يطبق في مختلف أنحاء العالم وأحدث ثورة في علاج السكري من خلال الغذاء والرياضة فقط.

وأضاف الدفتر أن الدراسات التي سبقت الوصول إلى هذا العلاج الحديث في بريطانيا وكندا وبعض الدول الأوروبية استمرت فترات طويلة، وساعدت في شفاء مرضى يعانون السكري منذ فترات طويلة من خلال اتباعهم هذا لبرنامج ولفترات تجاوزت السنة، وأكدت نجاح هذا العلاج، والذي يعتمد أساسا على برنامج غذائي ورياضي خاص يتم فيه الاستغناء عن الحبوب التقليدية، ويتم استخدام الانسولين فقط في بعض الحالات عند الحاجة، أو عند الارتفاع الشديد للسكر بالدم لبعض الأسباب.

وقال الاستشاري “لقد نجحت مجموعة من الباحثين في كندا من شفاء السكري بنسبة 40 % وخلال 4 أشهر فقط”، وأضاف “يفقد المصاب الملتحق في هذا البرنامج من 500 إلى 750 من السعرات الحرارية يوميا”.

وأشار إلى نتائج متابعة المرضى خلال فترة البرنامج في كندا “اونتاريوا”، وفي جامعة “مك ماستر” وفي بريطانيا وألمانيا، أظهرت أن نتيجة الدراسة تشكل طفرة غير مسبوقة في علاج السكري، وأوضحت أن البرنامج المتواصل لمدة 4 أشهر أعطى البنكرياس راحة تامة أعادت له نشاطه للعمل بشكل طبيعي، موضحا أن الاستمرار بالمتابعة بعد الشفاء يعتبر ضرورة لملاحظة ظهور أي انتكاسة للمريض أو المستفيد من البرنامج لسبب أو آخر قد يكون أحيانا خارج عن الإرادة.

ودعا الدفتر إلى ضرورة فحص مستوى السكر لكل الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم والسمنة، أو اضطراب مستوى الكولسترول، أو في حال إذا كان أحد أفراد العائلة مصابا بالسكري، أو يعمل الشخص في عمل مكتبي، مع عدم ممارسته للرياضة، خصوصا من كان عمرهم أكثر من 45 سنة، داعيا النساء إلى الفحص الفوري للسكري وخصوصا من يعانين وجود حال تكيس المبيض أو وجود تغير في لون الجلد (اسوداد أو خشونة في منطقة الإبط أو الرقبة)، مؤكدا أن ذلك يستدعي فحص السكري، وإذا كان هناك ولادة لطفل وزنه أكثر من 9 باوند، أو تعرضت الحامل لحالة سكري الحمل، مشيرا إلى أن مرضى القلب معرضين للإصابة بالسكري وهم بحاجة لفحص السكري.

وأوضح أنه إذا كان الشخص يعاني الأسباب آنفة الذكر، فيجب عليه سرعة فحص السكري وكذلك عمل فحص السكري بين عمر 30-40 سنة، ويعاد كل 3 إلى 5 سنوات إذا كان الشخص طبيعي ولا يعاني السكري، ولديه سجل عائلي سليم من هذا المرض.

وبيَّن استشاري الأمراض الباطنية والسكري أن التشخيص المبكر للسكري ينقذ المريض من مضاعفات السكري التي قد تصيب العينين بالعمى أو الكليتين بالفشل أو حتى بتر القدمين بعد الإصابة بالغرغرينا، إضافة إلى زيادة في احتمالات الإصابة بأمراض القلب والدماغ الوعائية التي قد تؤدي للوفاة المبكرة، والذي تكون أعراضه واضحة جدا ولا يجب تجاهلها، ومن أهمها كثرة التبول والعطش والجوع وشراهة في الأكل والتعب الشديد، مشيرا إلى أن أكثر من 10 % من ميزانيات وزارة الصحة في البحرين والخليج تنفق على مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني.

واستعرض الدفتر أنواع السكري، قائلا “هناك نوعان من داء السكري، الأول والذي يتمثل في فشل كامل في إفراز الأنسولين، ويعتمد كليا على حقن الأنسولين وبدونها يعاني المريض من غيبوبة كيتونية حادة، أما النوع الثاني والذي يحدث بسبب مقاومة لمفعول الأنسولين في العضلات والكبد والتجمعات الدهنية في البطن، إضافة إلى انعدام إفراز الأنسولين بعد ارتفاع مستوى الكلوكوز في الدم، وذلك لفقدان التحسس بارتفاع السكر بالدم، مردفا أن هناك أسباب أخرى تم اكتشافها تؤدي إلى الإصابة بالسكري منها، نقصان في الإنكرتين GLP1 زيادة في الغلوكوغان، وهو الهرمون الموازي للأنسولين، إضافة إلى اختلال في بعض الحساسات العصبية، والتي تؤثر على مستوى السكر في الدم.

مضيفا أن النوع الثاني من السكري يكون عند الكبار، لكن مع زيادة تفشي السمنة في الأطفال أخذنا نشاهد حالات من السكر من النوع الثاني عند الصغار، مبينا أن السكري بنوعيه أصبح يشكل معدلات عالية بالبحرين والخليج، لعدة عوامل لعل من أهمها السمنة، وأساليب الحياة التي لا تعتمد على الحركة، أو ممارسة الرياضة.