العدد 6039
الأحد 27 أبريل 2025
الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في الدبلوماسية العالمية
الأحد 27 أبريل 2025

لقد وضعت المملكة العربية السعودية نفسها في قلب الدبلوماسية والسياسة العالمية، وهو ما يتضح من خلال تسهيلها عقد اجتماع تاريخي بين المندوبين الأميركيين والروسيين. ويؤكد هذا الإنجاز الدبلوماسي بشكل أكبر استضافة المملكة المرتقبة لزيارة الرئيس دونالد ترامب الأولى إلى دولة أجنبية منذ توليه منصبه، علاوة على ذلك، استضافة اجتماع مستقبلا مع الرئيسين ترامب وبوتين.
سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان له دور فعال في دفع المملكة إلى طليعة الأعمال التجارية والساحات السياسية الدولية. ويعتبر هذا على نطاق واسع انتصارا للزعيم البالغ من العمر 39 عاما، إنه في مهمة لتحويل بلده الغني بالنفط وماضيه إلى أمة يمكنها زراعة القوة الناعمة من ثروة هائلة. نجحت المملكة العربية السعودية في تعزيز علاقات قوية مع روسيا والولايات المتحدة، مستفيدة من هذه الروابط للمساهمة بشكل كبير في الدبلوماسية العالمية. أحد الإنجازات البارزة هو مشاركة المملكة في تأمين إطلاق سراح الرهائن، بمن فيهم السيد مارك فوجيل، ما يسلط الضوء على جهودها الإنسانية وبراعتها الدبلوماسية.
تتمتع المملكة وروسيا والولايات المتحدة، بصفتها القوى المهيمنة في إنتاج النفط والغاز العالمي، بتأثير كبير، وتشكيل مستقبل قطاع الطاقة، ويؤكد الدور الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية في هذا الثلاثي أهميتها في الحفاظ على استقرار الطاقة وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي، وهو جانب رئيسي من نفوذها العالمي.
“محفز للسلام في الشرق الأوسط واتفاقيات إبراهيم”: من خلال استضافة الأحداث الدولية بنجاح، تلعب المملكة العربية السعودية بشكل استراتيجي دورا محوريا في عملية السلام في الشرق الأوسط. وهذا دليل على نفوذ المملكة المتزايد في السياسة العالمية وقدرتها على سد الفجوة بين الولايات المتحدة والدول العربية في الشرق الأوسط.
تؤكد نية إدارة ترامب عرض صفقة أسلحة للسعودية بقيمة تزيد عن 100 مليار دولار على ارتفاع مخزون المملكة في العلاقات الدولية.
في مشهد جيوسياسي ديناميكي، يمثل التطبيع المحتمل بين الولايات المتحدة وإسرائيل والمزيد من دول الشرق الأوسط، كما ذكر الرئيس ترامب بما في ذلك المملكة العربية السعودية، والذي بشرت به اتفاقيات إبراهيم، لحظة محورية تستعد لإعادة تشكيل النسيج الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط. ويسعى هذا التقارب المتوقع، المدعوم بالجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة، إلى تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كأداة تنظيم إقليمية، والاستفادة من براعتها الاقتصادية وموقعها الاستراتيجي. وفي صميمها مناقشات أساسية تهدف إلى تعزيز حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده، حيث تدافع المملكة العربية السعودية عن خطوات مهمة نحو إنشاء دولة فلسطينية.
وفي ضوء هذه التطورات، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة الدعوة إلى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مع التأكيد على دور الدبلوماسية في التعامل مع المشهد متعدد الأوجه للسياسة الإقليمية. وتهدف دولة الإمارات من خلال هذه الجهود إلى المساهمة في مستقبل يسود فيه التعاون والتفاهم، ما يعزز رفاهية وأمن شعوب المنطقة. ويعزز هذا الموقف الاستشرافي مكانة دولة الإمارات كلاعب رئيسي في تشكيل مستقبل المنطقة، ويسلط الضوء على إمكانات التغيير التحويلي من خلال التعاون والاحترام المتبادل. مع تطور اتفاقيات إبراهيم، يوفر الوعد بفصل جديد في دبلوماسية الشرق الأوسط الأمل في السلام والازدهار الدائمين.
وفي الوقت نفسه، تتقاطع حملة التطبيع هذه مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وهي مخطط طموح للتنويع الاقتصادي والابتكار، ما يقلل من الاعتماد على النفط. نظرا لقيادتها التكنولوجية وريادة الأعمال، فإن دمج إسرائيل في هذا الإطار يعد بمنافع متبادلة عبر القطاعات، بما في ذلك التكنولوجيا والتكنولوجيا الصحية والطاقة. وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز التكامل الاقتصادي الثنائي والإقليمي وترسيخ موقف تعاوني بشأن المخاوف الجيوسياسية المشتركة، ولا سيما التهديدات التي تشكلها إيران ومختلف حركات التمرد الإقليمية.
ومن المتوقع أن يحفز هذا التحالف المتطور مجموعة واسعة من الاتفاقيات التجارية الثنائية والمتعددة الأطراف، وتعزيز السياحة وتعزيز السلام والازدهار. وتشير مبادرات مثل قطار “إيسرال إكسبريس” المقترح وتطوير ممر اقتصادي متكامل من الشرق الأوسط إلى أوروبا إلى محور استراتيجي نحو تحديث البنية التحتية والترابط البيني. وهذا يعد بسد الانقسامات وتوحيد المنطقة، ما يمنح الأمل في مستقبل أكثر إشراقا.
إن التطبيع المتوقع هو شهادة على النماذج المتغيرة للدبلوماسية والاستراتيجية الاقتصادية في الشرق الأوسط. إنه يلخص تطلعا جماعيا لمنطقة مستقرة ومزدهرة ومتكاملة ترتكز على الاحترام المتبادل والتآزر الاقتصادي والرؤية المشتركة لمستقبل سلمي. تبشر هذه الفترة التحويلية بعصر من بناء السلام المحتمل والازدهار الاقتصادي والتعاون التكنولوجي، ما يمهد مسارا جديدا لدور الشرق الأوسط في الساحة الجيوسياسية العالمية ويوفر الأمل في مستقبل أكثر إشراقا.

كاتب أميركي

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .