تنازعت الأقلام وتشابكت في نظرتها لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي بدأ سريانه 19 يناير 2025م، وتسابق الكثيرون في إلقاء اللوم على حماس واتهامها بالتسبب في تدمير قطاع غزة وانهياره بجرأتها غير المسبوقة على إسرائيل في أحداث 7 أكتوبر 2023 وما استدعته من ردة فعل إسرائيلية وصلت لأقصى مدى من العنف والتخريب لكل ما يمت للحياة والإنسانية بصلة.
قليل من هؤلاء قلبه بالفعل على أهالي غزة ومتعاطف مع فاجعتهم التي فرضت عليهم فرضًا، لكن الكثير منهم هو على الطرف المعاكس لحركة حماس وعقيدتها التي تجمع بين المقاومة والمفاوضة، لهذا يتساءلون عما جنته غزة من احتضان وتأييد هؤلاء. صحيح أنه بهذا المنطق المادي والحساب الوحشي حققت إسرائيل انتصارًا ساحقًا بقدرتها على تحويل قطاع غزة إلى ركام وإلى مكان غير صالح للحياة، إلا أن السؤال هنا: هل كان ذلك حقًا هو الهدف الإسرائيلي من الحرب؟ وهل تحقيقه يستغرق نحو 15 شهرًا من دولة بقوة وقدرات إسرائيل وما تحصل عليه من دعم مالي وعسكري وتقني خارجي والفوارق الشاسعة في مختلف أوجه القوة لصالحها في مواجهة حماس بوضعها المحاصر داخل قطاع غزة منذ سنوات عديدة؟
الإجابة جاءت أكثر من مرة على لسان رئيس الحكومة الإسرائيلية والعديد من مسؤوليها بأن الحرب كانت لاستعادة الأسرى وتدمير حماس بالأساس، وقد فشلت إسرائيل في تحقيقهما على امتداد شهور الحرب، وإلا وببساطة شديدة ما لجأت لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
قبل اتفاق وقف نار غزة، اشتعلت نار أخرى بحرائق نشبت في مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية، حيث دمرت النيران أكثر من 12 ألف منشأة وأفنت أحياء كاملة، ووُصفت بأنها الحرائق الأكبر منذ 40 عامًا، وقُدّرت أضرارها الاقتصادية بين 250 إلى 275 مليار دولار، كل ذلك بلا حرب وبلا مقاومة.
كاتب بحريني