العدد 5933
السبت 11 يناير 2025
banner
وجبة الشاورما بين تركيا وألمانيا
السبت 11 يناير 2025

صراع وتنافس وأزمة مشتعلة منذ فترة بين تركيا وألمانيا، لكنها من نوع خاص قد يثير بعض الطرافة، لكنه شديد الجدية والأهمية للبلدين وتسبب في فتور العلاقات بينهما، وتحدثت صحيفة "تلغراف" البريطانية مؤخرا عن آخر حلقاته، حيث من المزمع قريبا أن يبت الاتحاد الأوروبي في قرار حاسم حول الوجبة التركية الشهيرة "دونر كباب"، بعد أن تنتهي المهلة التي منحت للدولتين من قبل المفوضية الأوروبية في ربيع 2025 لتسوية خلافهما حول من له الحق في أن يقرر مواصفات ومكونات هذه الوجبة.
تركيا ومن خلال الاتحاد الدولي للدونر طلبت من المفوضية الأوروبية في أبريل 2024م الاعتراف بطبق "الشاورما" وأصوله التركية، وتسجيله كمنتج تقليدي باسمها لدى دول الاتحاد الأوروبي، زاعمة "الأبوة العثمانية" للدونر، بعد العثور على مخطوطات تعود إلى عام 1546 بمواصفات هذه الوجبة، ساعيًا من وراء ذلك إلى إجبار محلات "الكباب" المنتشرة بكثرة في ألمانيا إما أن تأتي وجباتها وفق المعايير التركية، أو أن تغير اسم الوجبة نفسها، ما دفع ألمانيا إلى تقديم شكوى قانونية مضادة في شهر يوليو الماضي. الموضوع ليس فكاهيًا ولا هينًا كما قد يتراءى للبعض، بل ألقى رغم طبيعته الغذائية "المطبخية" بتداعياته الدبلوماسية على العلاقات بين تركيا وألمانيا، في ظل الأهمية الاقتصادية والرمزية الثقافية والدلالات السياسية للشاورما في البلدين.
فقد صرح أحد الوزراء الألمان بأن "الكباب جزء من ألمانيا.. ويجب أن يكون بمقدور الجميع أن يقرروا بأنفسهم كيفية تحضيره وتناوله هنا. لا حاجة إلى توجيهات من أنقرة"، كما حذرت وزارة الزراعة الألمانية من العواقب الاقتصادية الكبيرة على قطاع الطعام الألماني في حال ما تم قبول طلب تركيا.
تشير الإحصائيات إلى أنه يتم بيع أكثر من مليار شطيرة من الشاورما كل عام في ألمانيا بنسبة تمثل ثلثي مبيعات الكباب في أوروبا، وتبلغ قيمتها 2,4 مليار يورو سنويا.
لطبق الشاورما استخدامات وتأثيرات دبلوماسية لدرجة جعلت الرئيس الألماني شتاينماير يصطحب معه الطاهي (ذي الأصول التركية) عارف كيليش في زيارة رسمية إلى تركيا في أبريل الماضي.
وسيكون على المفوضية الأوروبية تحديد مصير هذه الوجبة الحائرة الآن بين تركيا وألمانيا.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .