كان الكاتب جاك سيمون مُفرطًا في التفاؤل ومُبالغًا في الوصف في تقريره مؤخرًا بصحيفة التلغراف البريطانية بأن حلم الشرق الأوسط الحر أصبح حقيقة، مُستندًا إلى حالة الضعف و”الإذلال العسكري” غير المسبوقة للنظام الإيراني جراء ما تلقاه من ضربات موجعة بداية من شهر سبتمبر 2024 بمقتل أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله وتبعاته على بنية وقوة الحزب، مرورًا بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الحليف الأهم لطهران، إضافة إلى أزماتها الداخلية في مجالات الطاقة والكهرباء وارتفاع نسبة التضخم التي قد تدفع لانفجار شعبي وانقلاب على النظام الذي يُعاني أصلًا من الانقسام والفساد.
كل ما قاله الكاتب عن إيران منطقي ومقبول، إلا أنه لا يمكن الرهان عليه أبدًا لتحقيق حلم الشرق الأوسط الحر، فإيران بكل تأكيد ليست مصدر الخطر الوحيد المُهدد لهذه الحرية المبتغاة لهذه المنطقة الأكثر حساسية من العالم. الأمر الآخر هو أن حالة الضعف الشديد التي تمر بها إيران حاليًّا لم تُسهم في إحداث تطورات إيجابية باتجاه وضع حلول للأزمات، بل أغرت إسرائيل لممارسة المزيد من الانتهاكات في مختلف الجبهات اللبنانية والفلسطينية والسورية لفرض واقع جديد يُحقق لها التوسع والسيطرة والهيمنة، كما يتحدث ويُعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن منطقة الشرق الأوسط تعيش على وقع “مرحلة تغيير أساسي”، لكنه أقرّ أيضًا بأن القضاء على التهديد الإيراني بضرب وكلائها ليس كافيًا، قائلًا “قد عرفنا على مدى سنوات أن إيران هي التهديد الأكبر لنا، سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلائها، بالطبع، وجهنا ضربة لهذا المحور، وهي ضربة قوية جدًا. لكننا نشهد الآن أن أولًا المحور لا يزال موجودًا، وثانيًا أن قوى أخرى تدخل إلى المنطقة”.
إسرائيل تستعد لما هو قادم حتى لو كان ذلك الدخول في حرب ضد إيران وضرب منشآتها النووية، ويجب أن تكون دول المنطقة هي الأخرى مُستعدة للتعامل مع مختلف السيناريوهات لخطورتها الشديدة.
كاتب بحريني