العدد 5866
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
banner
إسرائيل وضربة النهاية
الثلاثاء 05 نوفمبر 2024

  يُخطِئ من يظن أن الهجوم الصاروخي الإسرائيلي “الهش” ضد أهداف عسكرية إيرانية يوم 26 أكتوبر 2024م كان ردًّا على هجوم سابق قبلها بأيام شنّته إيران بعشرات الصواريخ الباليستية ضد إسرائيل، كما يخطئ من يظن أن إسرائيل كانت بحاجة لهذا الرد الصاروخي بعد أن حققت في الفترة الأخيرة مكاسب عسكرية وأمنية واستراتيجية هائلة ووجهت ضربات موجعة لإيران، فهي وإن أصابت مباشرة جهات أخرى كحماس أو حزب الله، إلا أنها مثلت خصمًا مؤثرًا في رصيد القوة والنفوذ الإيراني في المنطقة، والذي يعتمد بصورة أكبر على وكلاء إيران في المنطقة ولاسيما حزب الله الذي يوصف بأنه “أكبر جماعة عسكرية غير حكومية تسليحًا في العالم، ويفوق بعض الجيوش النظامية، لكنه فقد خلال شهر أكتوبر 2024 جزءًا لا يستهان به من قدراته العسكرية فضلًا عن زعيمه حسن نصر الله والعديد من قيادات الصفين الأول والثاني بالحزب.


على الأرجح، كان الهجوم الإسرائيلي غلقًا لمسلسل كان سيفتح للضربات الانتقامية المتبادلة بعد أن استطاعت إسرائيل تهيئة البيئة الإقليمية لتكون ضربتها الأخيرة لإيران ضربة النهاية، حيث استبقت ضربتها بالترويج لسيناريوهات مخيفة ومقلقة وردود تتجاوز الحد الأقصى “المسموح به” كاستهداف لمنشآت نفطية ونووية إيرانية كانت ستشعل حربًا إقليمية لا يمكن توقع أفقها ولا تداعياتها، فحركت المساعي الأميركية وزادت المخاوف الإيرانية وتصاعدت الدعوات الإقليمية لأجل تجنب التصعيد وضرورة ضبط النفس من قبل كل الأطراف، فكان “المن” الإسرائيلي على المنطقة بهجوم محدود ضد أهداف عسكرية إيرانية وبعد إبلاغ طهران بالمواقع التي سيتم مهاجمتها وفقًا لموقع أكسيوس الأميركي.


ويبدو أنه قد تحقق لإسرائيل ما أرادته من تلك الضربة، إذ لم نسمع تصريحًا إيرانيًّا بالرد، بل بادرت طهران باقتراح لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، فأصدر الجيش الإيراني بيانًا في نفس يوم الضربة الإيرانية (26 أكتوبر) تضمن اقتراحًا مفاده أن وقفًا لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان له الأولوية على أي رد انتقامي إيراني على هجوم إسرائيل الأخير.
 
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية