ربما كان هو الهدف الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي يسبق حتى استعادة الرهائن، فالقضاء على زعيم حركة حماس يحيى السنوار يرضي شيئًا من غروره الذي تكسّر في أحداث 7 أكتوبر 2023 التي ارتبطت بالسنوار الذي وصف بالمهندس والمخطط لهذه الأحداث، فكان استهدافه في مقدمة أولويات نتنياهو، وهو ما تحقق له بعد عام كامل من الحرب والدمار، وبعد تحويل غزة لأنقاض غير صالحة لحياة البشر، وكأنه وضع حياة الشعب الفلسطيني بغزة في كفة وحياة السنوار في الكفة الأخرى.
والآن، وبعد غياب السنوار عن الساحة تزايدت التوقعات والآمال بالتوصّل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار وإنهاء حرب غزة، على اعتبار أن السنوار المقاتل العنيد، المفاوض المتشدد، لم يعد موجودًا ولم تعد هناك عقبات لتحقيق ذلك، ولكن غاب عن هؤلاء أن السنوار نفسه لم يكن زعيمًا لحماس إلا في أيامه الأخيرة، وكان هناك وجه آخر مفاوض “معتدل” وهو إسماعيل هنية، ورغم ذلك قامت إسرائيل باغتياله، فكان ذلك دافعًا لتشدد وتصميم أكبر من قبل حماس على استكمال مسار المقاومة والحرب، فكان اختيار السنوار رئيسًا لها ومن غير المستبعد أن يتكرر ذات السيناريو. أما الحقيقة الأهم التي يحاول هؤلاء تجاهلها فهي أن السبب الرئيس لعدم التوصّل لاتفاق لإطلاق النار على مدى عام كامل هو رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه الذي وجد في حرب غزة ضالته التي يواجه بها خصومه السياسيين ويتحقق له بها البقاء في الحكم. لن يتوقف نتنياهو عن مواصلة القتال لأهدافه الشخصية ما لم يتوقف ما يلقاه من دعم وتأييد خارجي.
فهو نفسه من قرّر زيادة كبيرة في شحنات المساعدات للسكان في غزة، ليس منًّا ولا عطفًا بل خوفًا وردًّا على التهديدات الأميركية بتقليص شحنات الأسلحة إلى إسرائيل إذا لم يتحسّن وضع السكان الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة، وذلك وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية نفسها يوم 18 أكتوبر 2024، فماذا لو تزايدت الضغوط وتوقف الدعم والعون الخارجي؟.
*كاتب بحريني