للوهلة الأولى قد يظن القارئ أن هناك خطأ ما في عنوان المقال في ظل ما هو ظاهر للجميع من فوارق في ميزان القوى وفي مجريات الحرب الدائرة منذ نحو عام في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس والخسائر الفادحة التي تكبدتها الأخيرة في قادتها وسلاحها وعتادها، وما ألحق بقطاع غزة من دمار.
لكن هذا الانتصار لحماس الذي يوحي إليه عنوان المقال هو تقييم اللواء غادي شامني، القائد السابق لفرقة غزة في الجيش الإسرائيلي لصحيفة واشنطن بوست الأميركية، إذ يؤكد أن حركة حماس تفوز في الحرب على قطاع غزة، وأن إسرائيل تخسر بشكل كبير، موضحًا أن إسرائيل تفوز في كل مواجهة تكتيكية ضد حماس، وتتمكن من تدمير قدراتها العسكرية، لكنها تخسر الحرب وغير قادرة على منع حماس من استعادة المدن التي تنسحب منها إسرائيل وبعضها لا يستغرق سوى 15 دقيقة لتعيد حماس قبضتها عليها مرة أخرى مع عدم وجود بديل واقعي لها في هذه المدن، وهو ما وصفه القائد الإسرائيلي بالفشل الأعظم لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، أي عدم قدرته على إيجاد هذا البديل لحماس، وهو ما يشير بنظري إلى أن قرار الحرب من البداية غلب عليه الهوى الشخصي لنتنياهو رافعًا شعارًا جاذبًا وهو “تدمير حماس”، لكن اتضح أنه شعار غير واقعي ومستحيل تحقيقه، باعتراف مسؤولين وقادة إسرائيليين من بينهم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري الذي قال إن فكرة إمكانية تدمير حماس وإبادتها هي بمثابة ذر الرماد في العيون، ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي اعتبر شعار “النصر الكامل” الذي أطلقه نتنياهو “هراء”، وكل ذلك ساهم في إطالة أمد الحرب واتخاذها طابعًا انتقاميًا عنيفًا بدرجة غير مسبوقة مع عدم تحقيق أهدافها الرئيسية، ثم ما حدث مؤخرا بتوتير جبهة أخرى على الأراضي اللبنانية ضد حزب الله للتغطية على ما حدث من فشل سياسي وعسكري في غزة.
*كاتب بحريني