ستنهمر التحليلات والتقييمات الأمنية والعسكرية والسياسية والاستراتيجية عن مصير حزب الله وصراعه ضد إسرائيل بعد أن قامت الأخيرة بقتل حسن نصر الله الأمين العام للحزب وعدد من أبرز قياديه في غارة جوية في 27 سبتمبر 2024 استهدفت مقر قيادته المركزية في بيروت ومثلت ضربة موجعة للحزب.
المؤكد أن اختفاء حسن نصر الله سيحدث هزة لحزب الله قصرت أم طالت لأنه لم يكن بالقائد الذي يمر غيابه عن المشهد الحزبي مرور الكرام، فقد كان أمينه العام منذ عام 1992، أي بعد عشر سنوات فقط من ظهور الحزب واستمر بمنصبه إلى أن تم اغتياله، وله دور مؤثر في وضع سياساته وتوجهاته وتقوية تسليحه وتحويله إلى أحد أهم الأحزاب السياسية المؤثرة في الساحة اللبنانية وأحد أقوى الميلشيات العسكرية في المنطقة وربما في العالم بأسره، واكتسب شعبية في أوساط لبنانية وعربية وإسلامية بحروبه ضد إسرائيل وصموده في مواجهات عدة جعلت من حزب الله رقمًا استراتيجيًا (سلبًا أو إيجابًا حسب الرؤية) في حروب وصراعات المنطقة، وجميعها أمور لا يمكن التقليل من تأثيرها السلبي على مستقبل الحزب في غياب حسن نصر الله.
أما غير المؤكد فهو أن يقوم الحزب بعملية مراجعة وإعادة للحسابات بعد عملية جرد عسكرية وسياسية واستراتيجية شاملة ويقرر إما تغيير البوصلة بالتصالح مع الداخل اللبناني والعالم العربي ليكون صوتًا لبنانيًا خالصًا داعمًا وليس ندًا لغيره من القوى والأحزاب الوطنية؛ ليعمل الجميع لصالح سيادة لبنان واستقرارها وازدهارها، أو أن يواصل دوره كأداة إيرانية في المنطقة.
* كاتب بحريني