العدد 5828
السبت 28 سبتمبر 2024
وجهة نظر صائبة
السبت 28 سبتمبر 2024

تلقيت كغيري عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لبرنامج يبث في إحدى القنوات، وفيه يوجه المذيع سؤالا للداعية الإسلامي السعودي د. محسن العواجي إن كان سيقبل الدعوة لاستضافته في إحدى الوسائل أو القنوات الإعلامية الإسرائيلية للتحدث عن القضية الفلسطينية والدفاع عنها، موضحاً أنه عرض ذلك على رجل دين سعودي آخر ورفضها كونها على حد تعبيره تمثل خطوة ومقدمة إلى التطبيع مع إسرائيل.

وبصراحة شديدة جدا، في عالمنا العربي نفتقد الإعلام الخارجي المؤثر الذي يستطيع أن يقدم أفضل صورة ممكنة عنا إلى العالم، عن إنجازاتنا وثقافتنا وقضايانا العادلة، فنرى أن جميع قنواتنا الإعلامية العربية موجهة إلى الداخل. هذا الداعية الإسلامي تكلم بكل شفافية وصدق، وطرح فكرا نيرا في زمن نفتقد فيه هذا الموقف المتحرر والواقعي، فالدكتور محسن العواجي ناشط سياسي سعودي وداعية إسلامي معروف بمواقفه الصريحة حول قضايا الأمة الإسلامية، خصوصا القضية الفلسطينية، وفيما يتعلق بموقفه من القنوات الإعلامية الإسرائيلية، ذكر العواجي في عدة مناسبات أنه لا يمانع من الظهور على قنوات إسرائيلية في حال تمت دعوته، لكن بشرط أن يكون الهدف من ظهوره الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وتوضيح جرائم الاحتلال. يرى العواجي أن قضية فلسطين قضية عادلة، وأن من واجبه كمسلم أن يستغل أية منصة متاحة لنصرة هذه القضية، حتى لو كانت المنصة إسرائيلية، وهو يعتقد أن الحديث على وسائل الإعلام الإسرائيلية قد يكون فرصة لنقل الصوت الفلسطيني إلى جمهور قد لا يسمع إلا الرواية الإسرائيلية، وقد يسهم في كشف الحقيقة أمام الإسرائيليين والمجتمع الدولي. ومع ذلك، فإن هذا الموقف أثار جدلاً واسعاً، ويعتقد العواجي أن المقصد والنية هي الأهم، وأنه طالما الهدف نصرة الحق والدفاع عن الفلسطينيين، فإن ذلك جائز، بل واجب.

فقد تعاطف كثيرون مع طرح هذا الداعية المبهر في الرد على مقدم البرنامج، فهو تكلم بلغة ورؤية واضحة وبكل ثقة بعيدا عن النفاق السياسي. لقد شهد الجميع كيف أن هذا الهجوم على غزة الذي راح ضحيته أكثر من 42 ألف شهيد وإصابة أكثر من 100 ألف فلسطيني، حرك مشاعر شعوب العالم الغربي قبل العربي، وأصبحوا يشكلون ضغطا كبيرا على حكوماتهم، ناهيك عن أن بعض الدول اعترفت بدولة فلسطين ووقفت معها وقامت بتنديدها العلني بالحكومة الإسرائيلية في المحافل الدولية.

اللهم انصر أهل غزة، وارزقهم القوة والصبر، واربط على قلوبهم، وأنزل عليهم من رحماتك، وداوي جرحاهم، واشف مرضاهم، وتقبّل موتاهم.

 

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية