لم يسبق حدوث إجماع على انتقاد ورفض حفل افتتاح حدث رياضي عالمي كما حدث في افتتاح أولمبياد باريس 2024 مؤخرًا، وقد كان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان معبرًا بقوة عن هذه الحالة من الرفض والاستياء الواسعين للحفل، وواضحًا في انتقاده وتحذيره من خطورته على القيم والمصالح الغربية، إذ رأى فيه تجسيدًا للخواء الأخلاقي في الغرب الذي يتخلى تدريجيًا عن الروابط الروحية والفكرية التي تحكم علاقات الشخص مع خالقه ووطنه وأسرته، متوقعًا أن يؤدي هذا الوضع الذي يظهر ضعف الغرب وتفككه إلى تدهور القيم الأخلاقية العامة في المجتمع، مشيرا إلى أن القيم الغربية، والتي طالما اعتبرت عالمية، أصبحت غير مقبولة ومرفوضة بشكل متزايد من قبل العديد من دول العالم، مثل الصين والهند وتركيا والدول العربية.
تجسد هذا الرفض والتصادم قبيل بدء أولمبياد باريس بمنع اللاعبات الفرنسيات اللاتي يرتدين الحجاب من المشاركة في الدورة، رغم عدم وجود قانون موحد لدى اللجنة الأولمبية الدولية ضد ارتداء الحجاب، ورغم الانتقادات واسعة النطاق من قبل الخبراء والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، ومنها منظمة العفو الدولية التي رأت أن هذا الحظر يكشف “النفاق التمييزي” للسلطات الفرنسية وضعف اللجنة الأولمبية الدولية وانتهاكًا لقوانين حقوق الإنسان الدولية، بل ووصل الأمر بالمؤرخ الفرنسي فابريس ريسيبوتي ليعنون ما يحدث بالقول: “مرحبا بكم في أول أولمبياد معاد للإسلام في التاريخ”. من معاداة الإسلام إلى معاداة الأخلاق والأديان، مثل حفل افتتاح أولمبياد باريس في بعض مشاهده وفعالياته خروجًا عن القيم واستهزاء وسخرية بالدين (المسيحي)، كما أشار لذلك بيان صادر عن مؤتمر الأساقفة الفرنسيين، مؤكدا أن جميع المسيحيين في جميع القارات تضرروا من التجاوزات والاستفزاز في بعض مشاهد حفل الافتتاح. عن التحرك القانوني المفترض وما يجب فعله إزاء ما حدث من تجاوزات في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، فقد بينه نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، بقوله إنه في حال عدم تقديم فرنسا اعتذارا رسميا، فسيتقدم بمقاضاة اللجنة الأولمبية، وأنه سيقاضي الحكومة الفرنسية أيضًا بسبب الإساءة للأديان.
كاتب بحريني