كان من المتوقع أن نصل لمرحلة تبادل الصفعات بعد أن تكررت حالات اعتداء الفنانين والمشاهير على الجماهير التي باتت متحسبة ومتوقعة أي خروج أو رد فعل عنيف من الفنان ومستعدة لرد الفعل.
المطرب "عمرو دياب" صاحب الشهرة ربما الأوسع هذه الفترة في مجال الغناء، كان له النصيب الأكبر سواء مع جمهوره ومحبيه أو حتى مع مرافقيه، وكان آخرها في شهر يونيو الماضي عندما انتشر فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقوم بصفع أحد المعجبين به، حينما حاول الأخير التقاط صورة "سيلفي" خلال حفل زفاف. وعلى حجم شهرة وصيت هذا المطرب، كان انتشار وقائع اعتداءاته وخروجه عن النص، ما يزيد من حالة الانكسار وربما الخزي الذي يشعر به المعتدى عليه، خصوصا مع التداول واسع النطاق لهذه الوقائع، وتعاطف بعض الأصوات الإعلامية مع المطرب سواء لأسباب معقولة أو لمراعاة ما بينهم من علاقات وتحميلهم الجمهور مسؤولية استفزاز المطرب وتصرفه الخارج دون الموازنة في الإدانة، وهو ما جعل بعضا من هذا الجمهور وخصوصا من الشباب مستعدًا لمواجهة مثل هذه المواقف بما يحفظ كبرياءه ولا يحط من قدره أمام الناس حتى لو كان في مواجهة مع أصحاب الشهرة والأضواء.
اللافت أن الأكثر شهرة في مجال التمثيل أو من يطلق على نفسه "نمبر وان" محمد رمضان وهو من هو في مجال استعراض العضلات وأفلام ومسلسلات العنف و"الفتونة"، كان صاحب الواقعة الأولى التي تشهد تبادلاً في الصفع بينه وبين أحد الشباب، فبعد أن بادر محمد رمضان بتوجيه صفعة للشاب، قام الأخير برد الصفعة دون تردد أو خوف أو حساب لأية تداعيات. من حق الفنان على الجمهور أن يحترم خصوصيته ولا يتعدى عليها، لكن من واجبه أيضًا أن يكون على قدر من المسؤولية التي تتناسب مع نجوميته، ومتسامحًا بعض الشيء في هذه الأمور، ولاسيما أنه يعلم أنها تكون بدافع من حب هذا الجمهور له، فلا يكون الصفع هو الجزاء.