بات الذكاء الاصطناعي اليوم يحتل مساحات شاسعة في حياتنا، وذلك لما يملكهُ من قدرة علمية عميقة، ويتيح إنشاء أنظمة ذكية قادرة على القيام بمهمات معقدة تشبه الذكاء البشري ويحاكيه. اطلعتُ مؤخرا على عدة دراسات علمية وأبحاث متخصصة في علوم التربية، تحاول الوصول إلى طرق في كيفية استخدام هذه التقنيات لمساعدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ولاسيما أولئك الذين يعانون من صعوبات في التعلم على وجه التحديد. وكان من بين الاستنتاجات التي توصلت إليها تلك الدراسات على سبيل المثال أن أنظمة الذكاء الاصطناعي في بعض الحالات التي أجريت عليها الدراسة أصبحت قادرة على تحليل بيانات المستخدمين وتخصيص التعلم والتفاعل وفقًا لاحتياجات ذوي الصعوبة التعلمية الفردية، وقد تكون هذه بداية وانطلاقة جديدة تسمح بتقديم تجربة تعليمية شخصية وفعالة لكل طالب، كل حسب احتياجه التعليمي.
كما تبين قدرة الذكاء الاصطناعي في بعض الحالات المدروسة على تعزيز المهارات المعرفية والأكاديمية الأساسية والمساعدة في تعلم مهارات مثل القراءة والكتابة والرياضيات، فمن خلال التدريب التكراري والتغذية الراجعة الفورية يمكن للطلاب تحسين مهاراتهم بشكل كبير. كما أن أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساهم في تطوير مهارات التواصل غير اللفظي والتفاعل الاجتماعي بين الطلبة، الأمر يضمن بناء علاقات أوثق للطلبة مع أقرانهم والمعلمين وتعزيز قدرات التواصل، ويعزز ثقة المتعلمين بأنفسهم ويشجعهم على الاستقلالية بصورة كبيرة. وفي الختام وبالرغم من مختلف النتائج الإيجابية التي خلصت إليها الدراسات إلا أنه في نظري لا يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي بديلاً عن الدعم البشري والتدخلات التعليمية التقليدية، إلا أنه يوفر أدوات قوية لتحسين تجربة التعلم باستخدام التقنيات المناسبة، ويمكنه مساعدة المتعلمين في تحقيق نتائج أكاديمية أفضل ويطور مهاراتهم حسب ما أكدته بعض الدراسات. إنه مجال واعد يستحق المزيد من البحث والاستثمار لدعم هذه الفئة المهمة من الطلاب.
*أكاديمي وباحث بحريني