+A
A-

الفيلم السعودي "إلى ابني“.. عندما يصبح المكان من أبطال القصة

لعل من أهم الأفلام التي شاهدتها مؤخرا فيلم الفيلم السعودي "الى ابني“ للنجم التونسي ظافر عابدين، بعد عرضه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وحصوله على الجائزة الأولى لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، بالدورة الثالثة من المهرجان بجدة وبقصة إنسانية جميلة في الإيقاع، وتقديم جزء من المملكة العربية السعودية لم يخلد من قبل على الشاشة الكبيرة للجمهور.

يروي الفيلم قصة رجل شاب سعودي كان مقيما في لندن لمدة 12 سنة قبل أن يقرر وضع حد لإقامته في المهجر ويعود رفقة ابنه ذي السبع سنوات إلى مسقط رأسه مدينة أبها جنوب المملكة العربية السعودية، حاملا سرا لا يبوح به لأحد، وعلى مدى أكثر من ساعة يتابع المتفرج أحداث هذا الفيلم الذي يطرح في الأثناء جملة من القضايا منها حالة الغربة والاغتراب التي يعيشها المهاجر، والروابط الأسرية المتينة رغم وجود أب متسلط ”يجسده النجم ابراهيم الحساوي“ يرفض التحاور ويريد تقرير مستقبل أبنائه.

ويشارك في بطولة هذا العمل إلى جانب ظافر العابدين، كل من الفنانين السعوديين سمر ششة وإيدا القصي وخيرية نظمي وسارة اليافعي، بالإضافة إلى الممثل الأردني آدم أبوسخا والممثلة البريطانية إميليا فوكس، والنجم الصاعد اللبناني السعودي المولد آدم زهر.

بالنسبة لعابدين، وهو فنان متعدد الثقافات وهو منذ فترة طويلة أحد أكثر نجوم السينما والتلفزيون العرب المحبوبين، فإن الفيلم الذي تدور أحداثه في السعودية هو "رسالة حب" إلى بلد احتضنه بالكامل، وفيه يقدم ظافر دور أب بريطاني سعودي يدعى فيصل، هو قفزة خارج تجربته كشخصية سعودية قدمها باتقان.

تدور أحداث الفيلم بشكل أساسي في ”أبها“ التي وصفها لي شخصيا النجم التونسي ظافر العابدين انهم ”كل الكرم“ وقال اثناء حضوره مؤخرا مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد ان الشعب السعودي عموما كريم بطبعه، لكم في ابها الشعب هناك اكثر كرما وحبا للغرباء بصورة كبيرة، وهي مدينة جبلية خصبة في جنوب غرب المملكة يحبها السعوديون ولكنها غير معروفة إلى حد كبير للمجتمع الدولي ربما، واصبح المكان من خلال القصة بمثابة شخصية من نوع ما بمفرده، شخصية يمكن أن تساعد في تقريب المشاهدين بشكل أعمق في الرحلة العاطفية للأشخاص الذين يعيشون فيها.

الفيلم هو استكشاف للإنسانية التي نتشاركها جميعا في داخلنا، بغض النظر عن المكان الذي نحن منه.