+A
A-

د. منال الدقير: أمراض الحساسية تؤثر على جودة حياة الطفل ومستقبله

د. منال الدقيرأكدت استشارية حساسية ومناعة الأطفال في المستشفى الملكي التخصصي د. منال الدقير، أن معظم الأمراض الحساسية لا تشكل خطورة على حياة الطفل المريض، إلا أنها تشكل خطورة على نوعية جودة الحياة والمستقبل، إضافة إلى تأثيرها على حياة أسر الأطفال.

وقالت إن التدخل في السنتين الأوليين من مراحل حياة الطفل قد يساعد على تجنب العديد من الأمراض التي قد تؤثر على الدماغ، الذكاء والتحصيل الدراسي، لذا فإن أمراض الحساسية مثل حساسية الأنف والصدر والأكزيما والربو وعدم السيطرة على أعراضها مبكرا قد يؤثر على الطفل.
وأضافت: قد يعتقد البعض أن علاج الأنف يكون كافيا، في حين أن علاج الأنف يرتبط أيضا بعلاج الصدر، لكونهما مجرى تنفسيا واحدا. وتابعت: نفتخر في الدين الإسلامي باهتمامه بالطفل منذ مرحلة الحمل حتى الولادة، إضافة إلى التشجيع على توفير البيئة الصحية أثناء رحلة الحمل مرورا بالولادة حتى مرحلة الرضاعة، التي حث الإسلام عليها، فالرضاعة تشكل إعجازا ربانيا، ومازال العلم والتجارب في سعي لتصنع حليب يشابه حليب الأم.
وتابعت: اكتشفنا أن التدخل المبكر في أمراض الصدر والحساسية يساعد الإنسان والجهاز المناعي مستقبلا، إذ كلما حصل الطفل على العلاج المناسب في الوقت المناسب مع الطبيب المناسب، كلما تحسنت جودة حياة الطفل.  وذكرت أن أمراض الحساسية قد تسبب مشكلات في النوم عند الطفل، وهذه المشكلات قد تؤثر على نشاطهم اليومي والتحصيل الدراسي، إضافة إلى الجهاز المناعي. وأوضحت أن البعض يهمل مشكلات الشخير عند الأطفال، على الرغم من أن هذه المشكلة قد تؤثر على أعضاء الجسم كالقلب، فضلا عن أن عدم القدرة على النوم بشكل صحي قد يؤثر على العملية التعليمية عند الطفل، مبينة أن السعال أو الكحة البسيطة يجب التعامل معها بشكل جدي.
وشددت على أهمية السيطرة على الأعراض، فالسيطرة عليها هي استثمار لحياة الإنسان، قائلة: يجب توفير الحياة الصحية للطفل منذ الولادة، والتي تبدأ بالرضاعة الطبيعية، وفي حال عدم الاستطاعة يجب إيجاد البديل المناسب، إضافة إلى أهمية زيارة الطبيب، وعدم إهمال كثرة العطاس، والأكزيما، خصوصا أن أمراض الحساسية تكلف مبالغ طائلة، إلا أنه في حال تم السيطرة على الأعراض يمكن للدولة توفير الكثير من المبالغ، التي يمكن توجيهها للبحوث العلمية والتدريب. وشددت على أهمية مراجعة طبيب الحساسية عند ظهور الأعراض للتشخيص السليم، ووضع خطة العلاج والمتابعة ولو مرة واحدة في السنة، لمتابعة الخطة العلاجية للطفل، قائلة: إن زيارة الطبيب المختص ضرورة ملحة، ففي فترة عملي الممتدة لـ ١٠ سنوات في لندن ومستشفى الحرس الوطني في السعودية، واجهت العديد من حالات الربو والأكزيما، وقد كان لهذا هذه الأمراض تأثير على المستوى التعليمي والنفسي للأطفال يفوق أحيانا المرض نفسه، بسبب الغياب المدرسي والزيارات المستمرة للمستشفى، لذا فإن العلاج المناسب يحسن حالتهم. وأضافت: أشعر بالسعادة لأنني مازلت أتلقى حتى الآن رسائل من الأهل والأطفال نفسهم بأن وضعهم مستقر، وهم يستعدون لاختباراتهم المدرسية والبدء في رحلة حياتهم.
وفي الختام أكدت أن في منطقة الخليج هناك الآلاف من الأطفال المصابين، ما يستدعي تركيزا أكبر على هذه القضية المجتمعية، مشددة على أهمية الاهتمام بالـ ١٠٠٠ يوم الأولى من حياة الأطفال.