العدد 5649
الثلاثاء 02 أبريل 2024
banner
العامل الخفي لتفوق ونجاح الرياضي
الثلاثاء 02 أبريل 2024

بعد نجاح الرياضي في المهارات البدنية والفنية، التي قد تتطلب القوة العقلية والتحمل النفسي لتحقيق الأهداف وتجاوز العقبات، يأتي هنا دور علم النفس الرياضي، العامل الخفي الذي يؤثر على السلوكيات والأفكار والدوافع والعوامل النفسية على أداء الرياضيين ونتائجهم في المنافسات الرياضية. على الرغم من أن علم النفس العام يعتبر علما حديثا كونه حصل على استقلاليته مبكرا، إلا أنه مستمد من العلوم القديمه كعلم الاجتماع والفلسفة والتربية والفسيولوجيا، ويندرج من أحد فروعه، علم النفس الرياضي، الذي يهتم بدراسة سلوك الاعب في بيئته الرياضية والعوامل النفسية التي تؤثر على الأداء الرياضي.

وفي ظل العصرنة والتطورات الرياضية الحديثة، أصبح علم النفس الرياضي أكثر أهمية من أي وقت مضى. لذالك نلاحظ أن الرياضيين يواجهون ضغوطًات نفسية قبل وأثناء وحتى بعد المنافسة. سأتطرق من مقالنا هذا لبعض من العوامل التي تؤثر في سلوك وأداء الرياضي ومنها:
علاقه الأداء بالرياضة
العوامل النفسية قد لها تأثير قوي على الأداء الرياضي. يمكن أن تؤثر العوامل النفسية، مثل الدافع والثقة والقلق والتوتر، على قدرة وأداء الرياضي للمهارات البدنية. مثلا، قد يستمر ويواصل الرياضي الأكثر تحفيزا بقوة أكبر ولمدة أطول في مواجهة التحدي مقابل الرياضي الأقل تحفيزًا، وبالتالي سيتحسن مستوى الأداء للرياضي الأكثر تحفيز. وبالمثل فإن المستويات العالية من الثقة بالنفس يمكن أن تساعد الرياضيين على الأداء بأفضل ما لديهم، في حين أن المستويات العالية من القلق والتوتر يمكن أن تؤثر سلبًا على الأداء. بشكل عام تلعب العوامل النفسية دورًا مهمًا في الأداء الرياضي، وفهمها وإدارتها يمكن أن يساعد الرياضيين على تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
الدافعية والرياضة
تصنف الدافعية من بين أهم الموضوعات التي تهم المدرب الرياضي، إذ من المهم أن يعرف دافعية الرياضي المشارك وتفسيره للنجاح وممارسة الرياضة ووفقا لنظرية إنجاز الأهداف، لنيكولز أوضح أن للرياضيين دافعين مختلفين لممارسة الرياضة، حيث إن الرياضيين الموجهين من خلال المهمة يمارسون الرياضة من أجل الاستمتاع وزيادة الخبرات، ويفضلون الرياضات التي من خلالها تتحسن قدراتهم، حيث يهتمون بمقارنة أنفسهم بأنفسهم، ويعرفون النجاح عن طريق مدى تحسن جودة أدائهم في الرياضة، بينما الرياضيون الموجهون من خلال الأنا فهم يمارسون الرياضة من أجل لفت الأنظار وإبراز القدرات العالية والأداء الأفضل، حيث يهتمون بمقارنة نفسهم بالآخرين ويفضلون الرياضات التي تظهر أنهم أفضل من المشتركين، ويعرفون النجاح من خلال تغلبهم على الخصم.
كما تعتبر الدافعية هي القوة الداخلية التي تدفع اللاعب للمنافسة، حيث لا يمكننا إجبار اللاعب على بذل أقصى الجهد ما دامت لم تتوافر لديه الرغبة والدافعية لخوض المنافسة.
القلق والرياضة
يحتل القلق مركز رئيسا في علم النفس عموما وعلم النفس الرياضي خصوصا، لما له من أثر مباشر على سلوك الرياضي وعلى مستوى قدراته ومهاراته، إضافة إلى علاقاته مع الآخرين وتفاعله مع محيطه، حيث يعتبر القلق انفعال مزيج من التوتر الداخلي والشعور بالخوف وتوقع الخطر، وهو خبرة انفعالية سلبية يتركها الفرد كشيء ينتشر من داخله،  وينتج القلق عادة عندما يشعر الرياضي بالضعف أو الخوف أو مواجهة مسؤوليات تفوق قدراته، ويحدث القلق بشكل عام للرياضي قبل المنافسة بيومين تقريبا، وبداية المنافسة، بالدقائق القليلة لبدء الرياضي المنافسة، وما بعد المنافسة، حيث يقلق الرياضي في انتظار النتيجه أو توقع الخسارة. يذكر أن نسبة القلق الرياضيين غير ثابتة وتظهر نتيجة الاستجابة للمواقف والأحداث الرياضية. 
التوتر والرياضة
هو شعور ناجم عن صراع داخلي أو ضغط خارجي تنتج عنه تغيرات في السلوك استجابة لعناصر التهديد في الموقف. ويعتبرها البعض ظاهرة غير مرئية تسبب مشاعر التهديد والانزعاج والتوتر والحساسية الزائدة، وتجعل الفرد غير قادر على التكيف مع البيئة التي يعمل فيها، وبالتالي تنعكس على سلوكه مع الآخرين، وللتوتر نوعان يتحددان بمدى إدراك الرياضي لموقف معين، مثلا التوتر السلبي: خوف رياضي كرة السلة من فشله في تصويب الكرة أمام الجمهور، وتدني سمعته نتيجة فشله في تصويبها، بينما التوتر الإيجابي، هو حماس الرياضي للظهور أمام الجمهور واستعراض مهاراته أمامهم، والجدير بالذكر أنه كلما ارتفعت نسبة التوتر السلبي للاعب كلما انخفض مستوى أدائه والعكس صحيح.
وفي الختام:
يوجد العديد والعديد من العوامل المندرجة لعلم النفس، التي لها نفوذ قوي لتفوق ونجاح الرياضي، ولكن هذه من أهم العوامل التي يجب التركيز ولفت النظر لها، والجدير بالذكر أن لدور المدرب الرياضي والمرشد النفسي أهمية كبيرة لا تقل عن هذه العوامل، إذ لديهم التأثير الأقوى على الرياضيين، ويجب مساعدة الرياضي بتقليل وتغيير العوامل السلبية كالقلق والتوتر، وصقل العوامل الإيجابية كالثقة والدافعية الإيجابية وغيرها، التي من خلالها يمكن للرياضي التفوق في لعبته.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية