العدد 5649
الثلاثاء 02 أبريل 2024
banner
في رمضان؟؟
الثلاثاء 02 أبريل 2024


هل يتعمد كتاب السيناريو والمخرجون والمنتجون إنتاج أعمال مخلة بالآداب والقيم والذوق العام كل عام في شهر رمضان المبارك؟! أهو عمل ممنهج وسياسة جديدة تتبع لتقويض النهج الإسلامي القويم، والمثل العليا التي دأب الآباء على غرسها في نفوس أبنائهم؟! ألم يجدوا غير شهر الله الفضيل ليضعوا فيه بيوضهم الفاسدة لتفقس فسادا ورذيلة؟ هل نحن أمام مؤامرة كبرى للقضاء على الفضيلة من خلال الشاشة الفضية التي لا يخلو منها بيت، أم أنني أتوهم ذلك؟
سقا الله أيام الأعمال التلفزيونية الهادفة التي كانت تعرض في شهر رمضان بهدف حث الصائمين على التقرب إلى الله في شهره الكريم الذي يربو فيه أجر الأعمال الصالحة على غيره من الشهور، فكان التلفزيون يعرض البرامج الدينية والمسلسلات التاريخية والحكايات التي تحتوي على العبرة والعظة. حتى المسلسلات التلفزيونية كانت تؤكد على القيم المجتمعية الفضلى وتعاليم الدين السمحاء. ذهب زمان وجاء زمان لا تعرض فيه الشاشة الفضية سوى الأعمال الهابطة التي تركز على المجون والفسق في شهر الطاعة والتوبة.
لقد استفحل الحال؛ فالممثلات أصبحن يرقصن بلا حياء وأصبح المشاهدون يتفرجون دون ورع، وصار اللباس الفاضح عادياً، وباتت مفردة المخدرات وحالة التعاطي وطريقتها لا حرج فيهما البتة، حتى أنهم أصبحوا يشرحون طريقة تعاطيها بدقة إمعاناً في نشر الظاهرة وتطبيعها في المجتمع المسلم المحافظ. ليس هذا فحسب، بل بات التركيز على النواحي الغريزية والجنسية أمراً لا ينبغي السكوت عنه أو المرور عليه في عجالة، فهو لم يعد يقتصر على الترميز أو الإشارة، بل على تسليط الضوء بقوة بحيث تسمى الأشياء في تلك المشاهد بأسمائها بصورة مخجلة أمام الأسرة كلها. ناهيك عن المفردات البذيئة التي نمنع أبناءنا من لفظها ونخاف عليهم من سماعها في محيط الأسرة والجيران والمدرسة وتقال وتعاد بشكل عادي ومتكرر في المسلسلات التلفزيونية، سيما في هذا العام دون أن نتخذ إجراء حازماً تجاه الأمر.
حتى الشياطين التي تحبس في الشهر الفضيل تقف منذهلة وهي تراقب ما ينتجه صناع السينما والتلفزيون في شهر هو من أبرك الشهور، أولئك الذين جندوا أنفسهم لغواية الناس وحرفهم عن السبيل المستقيم، فألفوا وأنتجوا وعرضوا بالتعاون مع الفضائيات الرخيصة ما يفرقون به بين المرء وربه، وكان الأجدر بهم أن يسلطوا الضوء على آداب وفلسفة الصيام، وإنتاج أعمال تؤرخ لرجال عظماء كالأنبياء والأولياء والفلاسفة الذين قدموا الخير والنفع للبشرية، لا أن تمنع هذه الأعمال من العرض بحجة أو بأخرى، ليحل محلها كل عمل تلفزيوني ودرامي لا نفع منه ولا رسالة، سوى ضياع العبادة والطاعة وفوات الأجر.

كاتبة بحرينية
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .