العدد 5641
الإثنين 25 مارس 2024
banner
هل تعرف كل شيء عن كل شيء؟!
الإثنين 25 مارس 2024

في أحد الأيام أصبت بهبوط شديد تم نقلي على إثره إلى أحد المستشفيات. بعد إجراء الإسعافات والفحوصات اللازمة قال لي الطبيب: يمكننى القول بأن سبب هذا الهبوط غير العادي هو كمية الجرعة التي تأخذها من أحد الأدوية.

ثم تابع الطبيب: أنا لا أستطيع أن أخفض هذه الكمية فهذا خارج تخصصي ولا يمكنني اتخاذ مثل هذا القرار. الذي أستطيع فعله هو أن أعطيك نتيجة الفحوصات والتقرير وأطلب منك مراجعة طبيبك المختص فهو أقدر مني في اتخاذ مثل هذا القرار.

أعجبت كثيراً بسلوكيات ومهنية هذا الطبيب وارتفع لدي مؤشر الثقة به. دعنا سيدي القارئ نسقط هذا الموقف على بيئة العمل فنطرح هذه التساؤلات: هل يعترف المسؤول بقصور في قدرته على اتخاذ القرار الصحيح أحياناً فيلجأ إلى مستشاريه المختصين لدعمه وإبداء الرأي؟ هل هو مستمع جيد لما يبديه مستشاروه من آراء أو تحليل للموضوع؟ هل المسؤول على قناعة بأنه لا يعرف كل شيء عن كل شيء وأنه في حاجة فعلاً لطلب الاستشارة من الذين هم أكثر دراية وتخصصاً؟.

قد لا تختلف سيدي القارئ في أن اتخاذ القرار هو من أصعب الأمور الإدارية وربما أكثرها تعقيداً وهذا يتطلب منا التوسع في طلب الاستشارة.

في هذا السياق أستذكر تجربة ربما تكون غير عادية تمارسها إحدى المؤسسات. وتتلخص في تخصيص دور کامل مجهز في مقر المؤسسة للذين تركوا الخدمة لأحد الأسباب بحيث يمكنهم ممارسة أعمالهم الخاصة وفي ذات الوقت يكونون متواجدين لتقديم الاستشارة متى ما طلب منهم ذلك. ما رأيك سيدي القارئ في هذه التجربة؟ أليست عملية ومفيدة للطرفين وتوفر الكثير من الموارد وترسخ الولاء المؤسسي وتكون مركزاً استشارياً لأصحاب القرار؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .