عالم الإدارة بيتر دراكر يقول: "لا يوجد شيء يدعى تخلف اقتصادي كل ما هو موجود في الدول النامية هو تخلف إداري". قد نتفق سيدي القارئ بأن دراكر لم يذهب بعيداً عن الواقع بل إنه ربما استطاع أن يختزل تجاربه وخبراته واطلاعاته في تلك الكلمات القليلة، فما رأيك فيما قاله ولماذا الإدارة؟ دعنا سيدي القارئ وتنشيطاً للذاكرة نقوم بتعريف مبسط ومختصر للإدارة لكي تدرك أهميتها وربما نجيب من خلاله على التساؤل الذي طرحناه قبل قليل وهو لماذا الإدارة؟.

. يعرف جيري جلوفر الإدارة بأنها: "القوة المفكرة التي تحلل وتصف وتخطط وتحفز وتقيّم وتراقب الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والماديّة اللازمة لتحقيق هدف محدد معروف. وفي ذات الإطار يؤكد فايول: "أن تدير يعني أن تتنبأ وتخطط وتنظم وتصدر الأوامر وتنسق وتراقب".
. في مقالتنا هذه سوف نتحدث عن أحد المفاهيم الإدارية المهمة جداً والتي قد خبرتها أو ربما عشتها أنت سيدي القارئ خلال المحطات المهنية التي مررت بها وأقصد هنا الإدارة بالمشاركة والذي يعرّفه معجم المصطلحات الإدارية بأنه: "أسلوب في إدارة المنظمات يتم فيه إشراك المرؤوسين في اتخاذ القرارات وتحديد الأهداف وحل المشكلات التي تعترض مسيرة المنظمة".

. أستذكر في سياق ما ورد من تعريف للإدارة بالمشاركة الموقف التالي: اعتاد نائب الرئيس التنفيذي أن يبدأ اجتماعاته بهذه المقدمة: أشكر لكم حضوركم الزملاء الأفاضل وكما تعلمون وتلمسون على الواقع بأن ما يميز أسلوب إدارتنا التنفيذية هو إيمانها بمبدأ كلنا شركاء في تطوير ونجاح هذه المؤسسة. لذا اتخذت من الإدارة بالمشاركة مبدأ لها. تابع النائب قائلاً: من هذا المنطلق فإننا نقوم بعرض أي تغيير قد يحدث في بيئة العمل أو أي قرار تود الإدارة إصداره... نقوم بشرح تفاصيله عليكم حال صدوره لتقوموا بدوركم توضيحه وشرحه لمرؤوسيكم. هذا مبدأ تؤمن به الإدارة... فكلنا يجب أن يعرف وجهة السفينة ويعرف دوره في قيادتها وإدارتها.

. ما رأيك سيدي القارئ في أسلوب تطبيق هذه المؤسسة لأسلوب الإدارة بالمشاركة؟