كان العالم آينشتاين لا يفارق نظارته. وفي أحد الأيام قصد أحد المطاعم وتفاجأ بأنه نسي النظارة. ولما أحضرت له قائمة الطعام لم يستطع قراءتها فطلب من الجرسون أن يقرأها له فما كان من الجرسون إلا أن أجاب بأدب: أنا مثلك سيدي أميّ لا أجيد القراءة. ربما سمعت أو قرأت تلك الحكاية من قبل سيدي القارئ. لقد بدأت بهذه المقالة؛ لأني وجدتها ذات صلة وثيقة بالموقف الذي أنا بصدد عرضه.
قبل دخول المرشح قاعة المقابلة الشخصية بادر أحد أعضاء اللجنة المكلفة باختيار المرشح المناسب لوظيفة رئيس قسم الشؤون الإدارية الشاغرة قائلًا مخاطبًا زملاءه بأنه سمع من أحد معارفه بأن هذا المرشح لا يمتلك القدرات الشخصية اللازمة المطلوب توافرها لدى الإداري الناجح. أنا أحترم هذا الرأي لأنه صادر من رجل له خبرته الواسعة في الإدارة.
تداخل أحد أعضاء اللجنة قائلًا: أعتقد أنه ليس من المنطق والحكمة أن تصدر حكمًا مسبقًا على مدى كفاءة هذا المرشح قبل مقابلته. في الحقيقة لم أكن أتوقع أن يصدر منك وأنت من نعتبره الإداري المحترف مثل هذا التصرف. تابع العضو معاتبًا زميله: لقد أوجدت لدينا انطباعًا سلبيًّا عن هذا المرشح. أنا على يقين بأن هذا الانطباع سوف يؤثر وبدرجة كبيرة على قرار بعضنا ونحن نجري المقابلة معه.
فور دخوله القاعة بادر المرشح قائلًا بعد أن طلب الإذن بالكلام أود أن أتقدّم لكم جميعًا أساتذتي الأفاضل بجزيل الشكر والتقدير على اهتمامكم ودعوتي حضور هذه المقابلة. وتابع قائلًا: في الواقع أحب أن أخبركم بأني حصلت على وظيفة مدير الشؤون الإدارية والمالية في إحدى المؤسسات المعروفة.
أكرّر لكم شكري وتقديري.
ما رأيك سيدي القارئ في هذا الموقف؟