العدد 5599
الإثنين 12 فبراير 2024
banner
هل هي المجاملة أم هو النفاق الإداري؟
الإثنين 12 فبراير 2024

يقول د. إبراهيم عبدالعزيز شيحا عن النفاق الإداري: كثيرًا ما نسمع اليوم في دنيا الإدارة عن ما يسمى بظاهرة النفاق الإداري وما يصاحب هذه الظاهرة من “شلل الأصدقاء” أو “جماعات الضغط” أو “جماعات المنتفعين”. وتعتبر ظاهرة النفاق الإداري من أخطر الأمراض العصرية التي تصيب الأجهزة الإدارية فتجعلها كسيحة عن النهوض بمسؤولياتها وأعبائها”، انتهى الاقتباس.
أستذكر وأنا أقرأ تلك المقولة، الطرفة التي كتبت عنها أكثر من مرة، وأرويها سيدي القارئ مرة أخرى؛ لعلاقتها اللصيقة بموضوعنا الحالي وهو النفاق الإداري، تقول الطرفة:
كان المدير العام وعدد من المسؤولين في رحلة صيد. وفجأة شاهد المدير أرنبًا فأطلق عليه النار ولكنه لم يصبه. قال أحد المرافقين مادحًا المدير: رمية موفقة سيدي، لقد نلت منه. وقال آخر: إنها مهارة فائقة سيدي، لقد أصبت الأرنب في مقتل. وقال ثالث: خبرة وتجارب ومهارة لا يتمتع بها إلا القلة. في هذه اللحظات شاهد الجميع الأرنب وهو يجري وبكامل لياقته وصحته، هنا صاح أحدهم قائلًا: عجيب والله.. لأول مرة أشاهد أرنبًا ميتًا يجري!
ما رأيك سيدي القارئ في تلك الطرفة؟ لو قمنا بإسقاط المغزى من هذه الطرفة على بيئة العمل. دعنا نفعل ذلك، فهناك تلك الفئة القليلة، القليلة جدًّا من النفر الذين يبالغون ربما كثيرًا في المديح لقرار اتخذه رئيسهم أو فكرة أو مبدأ إداري قام بتنفيذه، وهم يعلمون بأن ذاك القرار قد يكون غير مناسب للمؤسسة أو أن تلك الفكرة أو المبدأ غير قابل للتنفيذ، فسلبياته أكثر من إيجابياته وليس في صالح المؤسسة. السؤال الذي قد يتبادر إلى أذهاننا ونحن نقرأ هذه المقالة هو:
لماذا يتصرف هذا البعض بهذه السلوكيات؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية