. بابتسامة يشوبها شيء من السخرية خاطب مدير الموارد البشرية الرئيس التنفيذي قائلًا: تصوّر سيدي أن مسؤول التدريب يريد أن يرسلك في دورة تدريبية فقد جاءني هذا الصباح وعرض لي محتوى منتدى يحضره بعض القادة التنفيذيين كما قال، واقترح عليّ عرضه على سيادتكم لبحث إمكانية حضوره من قبلكم. تصور هذا سيدي، رد الرئيس متسائلًا: وماذا كان رد فعلك تجاه مسؤول التدريب؟ أجاب المدير وبثقة:
. طبعًا رفضت اقتراحه وأخبرته بعد تأنيبه أن الرئيس التنفيذي لمؤسستنا إداري محنك من الدرجة الأولى فقد حضر العشرات من هذه الفعاليات التي أوصلته إلى المناصب القيادية. تابع المدير قائلًا: أعتذر سيدي عن اقتراح هذا المسؤول. صمت الرئيس التنفيذي للحظات وقال بعدها وبصوت هادئ النبرات:
. وماذا عنك أنت.. ألست في حاجة إلى مثل هذه الفعاليات المنشطة التي تعرض خلالها تجارب وممارسات إدارية ناجحة يمكن الاستفادة منها؟ رد المدير قائلًا: لقد حضرت العديد من هذه الفعاليات قبل سنوات ولا أظن أني في حاجة إلى المزيد منها سيدي، خاصة أن معظم هذه الأنشطة تقام محليًّا. قاطعه الرئيس طالبًا من السكرتير الاتصال بمسؤول التدريب ودعوته لمقابلته والتحدث معه عن المنتدى الذي اقترح عليه حضوره.
. شكر الرئيس التنفيذي مسؤول التدريب وأبدى إعجابه بمهنيته واهتمامه بتطوير العاملين، جميع العاملين دون استثناء وطلب منه عمل الإجراءات المطلوبة لحضوره المنتدى - أي حضور الرئيس نفسه، مؤكدًا أن قيادته للمؤسسة توجب عليه تجديد وتحديث خبراته والاستفادة من تجارب الآخرين، مؤكدًا إيمانه الراسخ بأن حضور مثل هذه الفعاليات من وقت لآخر يجعلنا نتعرّف أين هو موقعنا وأين وصل الآخرون، كما أنه يعمل على إكسابنا خبرات ومعارف مهنية جديدة.
. ما رأيك سيدي القارئ في أسلوب تعامل مدير الموارد البشرية مع اقتراح مسؤول التدريب؟ وما وضعه بعد قرار الرئيس التنفيذي حضور الفعالية؟