لخص الحارس الأهلاوي إبراهيم لطف الله المعنى الحقيقي للتألق، وساهم بجهود سخية في تتويج الفريق الأصفر بكأس جلالة الملك، عندما ذاد عن مرماه طوال المباراة النهائية بالوقت الأصلي، مرورا بالأشواط الإضافية وانتهاء بركلات الترجيح، وتجلى متعملقا في صد ركلات الترجيح؛ ليقضي على أحلام المحرق في العودة إلى عراد بالكأس الغالية.
ولإبراهيم لطف حكاية لطيفة مع منتقديه، خصوصا عندما وقع الاختيار عليه من قبل مدرب المنتخب الوطني السابق الأرجنتيني أنطونيو بيتزي؛ ليكون الحارس الأساسي في بطولة كأس آسيا بدلا عن الحارس المحرقاوي سيد محمد جعفر، الذي كان على مقاعد البدلاء، ولأن المنتخب كان يمر بتحديات كبرى وتعرض لهزيمة في بداية مشواره أمام كوريا الجنوبية، صب العديد من الجماهير جام غضبهم على لطف الله، وانتقدوه بعبارات قاسية مثل “متين، ما يقدر ينط”، رغم تأكيدات الجهاز الفني أن وزن اللاعب طبيعي.
تحمل إبراهيم لطف الله هذا التنمر، وظل مجتهدا وحريصا على التركيز في المباريات، ولكن الموجة كانت أكبر منه، حتى ودع منتخبنا الوطني بطولة كأس آسيا وفي شباكه 6 أهداف من 4 مباريات، 3 أمام كوريا الجنوبية و3 أمام اليابان، وشباك نظيفة أمام ماليزيا والأردن، وبعدما انفض العرس الآسيوي عاد إبراهيم إلى قلعة الماحوز العتيدة، واستأنف مشاركاته مع الفريق الأصفر الذي يبلي أداء حسنا مع مدربه البرتغالي فرناندو في الدوري والكأس.
كان يمكن للمتنمرين على إبراهيم لطف الله حتى يوم أمس، الاستمرار في تعليقاتهم السلبية والساخرة على لاعبنا الدولي، ولكن رده الحاسم جاء سريعا بعدما تألق بشكل لافت في نهائي أغلى الكؤوس؛ ليثبت للجميع أنه حارس كبير، لكنه يحتاج إلى الثقة والتشجيع وليس إلى الاستهزاء والتحبيط، ففي نهاية المطاف هو يمثلنا مع المنتخب وتألقه يصب في صالح الكرة في مملكة البحرين.
ختاماً، نهنئ إبراهيم لطف الله خصوصا والنادي الأهلي عموما بالتتويج الغالي، ونشكر اتحاد الكرة على التنظيم الرائع، ونتوجه للمحرقاوية ومدربهم الصديق محمد الشملان بالشكر الجزيل على الأداء الراقي وروحهم الرياضية العالية، والقادم أفضل بإذن الله.