العدد 5622
الأربعاء 06 مارس 2024
banner
معرض مسقط للكتاب العرس المتجدد
الأربعاء 06 مارس 2024

تظاهرة ثقافية سنوية، ننتظرها مع بداية كل عام ميلادي بشغف، أسدل الستار عنها بعد عشرة أيام جميلة بمناشطها، وهو "معرض مسقط الدولي للكتاب" في دورته الـ 28، والذي حظي بحضور جماهيري وشراء منقطع النظير، ورغم بعض الملاحظات التي تطرح هنا وهناك، فقد حقق المعرض نجاحا تنظيميا رائعا، يضاف إلى نجاحاته السابقة من خلال الفعاليات الثقافية والقوة الشرائية الفردية التي يتمتع بها. فالدورة الحالية لمعرض مسقط الدولي للكتاب لاقت قبولا كبيرا، وحققت نجاحا كبيرا من الزوار، ومعظمهم أتى لاقتناء الكتب، خصوصا الإصدارات الجديدة والتاريخية، وغدا مع تطور التكنولوجيا والحواسيب وغيرها ستتم قراءتها على جهاز الهاتف الذكي الذي سيكون بمثابة نافذة على عالم الكتب الإلكترونية غير المحدود مباشرة دون الحاجة للذهاب للمعارض، لذا علينا الإبحار في عالم الاتصالات والذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية المتجددة من الآن. ومع هذا التطور القادم بقوة، ومع الإقبال الكبير على شراء الكتاب حتى اللحظة، فإن الأمر يتطلب التفكير في كيفية خلق استدامة كبيرة لمعارض الكتب من خلال إضافة فعاليات جديدة ومستدامة ومطلوبة.
وأيضا نحتاج الخروج من الأسلوب التقليدي للندوات والفعاليات المصاحبة وأن نضيف فقرة جديدة للعرس الثقافي تحت مسمى ـ منصات ـ، سعدت بتطبيقه وتنفيذه حين كنت في مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية، إذ قمنا باستضافة شخصيات مرموقة لتقديم محاضرات قيمة لحدث معين. لذا يفضل أن تكون المنصات متعددة ومختلفة الثقافات على هامش العرس العماني الثقافي من خلال استضافة شخصيات سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو رياضية لها بصمات واضحة وتكون إضافة لمعرض الكتاب وسمة رئيسية له، وبذلك سيكون الحضور مختلفا ومتعددا، وهناك الكثير من الأسماء في مختلف المجالات التي يمكن استقطابها في المعارض، والتي ستلقى رواجا وتغطية إعلامية بارزة على الأصعدة كافة.
وما يثلج الصدر حقا أن المعرض مازال محافظا على قوته الشرائية، ويحتاج فقط للتفكير خارج الصندوق في فعاليات جديدة يبحث عنها الكبير والصغير، وهذا ما نتطلع له العام القادم سواء في معرض مسقط أو المعارض المشابهة في دول مجلس التعاون الخليجي.
لهذا فإن معرض مسقط الدولي للكتاب ليس مجرد حدث ينتظره الجمهور سنويا فقط، بل يجب أن يكون عرسا ثقافيا متنوعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وفي كل دورة علينا إضاءة العرس لتكون له بصمة في الذاكرة، من خلال الفعاليات والاحتفاء بالأدباء والكتاب والشعراء بمختلف مشاربهم، فضلا عن تلك الجلسات الحوارية والمناقشات التي ستعطي العرس بريقا آخر يستقطب الزوار من كل مكان.
ويبقى المهم والأهم في معارض الكتاب، تقليل أسعار الكتب التي بدأت تزداد عن السنوات الماضية من خلال دعم الناشرين وأصحاب المكتبات والعارضين، وتقليل الإيجار عليهم، حتى يتمكن الزوار من شراء الكتب بكل يسر، خصوصا أن مواعيد إقامة المعرض محددة سلفا في كل دولة خليجية وعربية وتصادف مناسبات وأعيادا، والتي ستشكل عبئا ماليا في الفترة القادمة.. والله من وراء القصد.
 
كاتب ومحلل عماني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .