تحتفل مملكة البحرين، وحق لها ولشعبها، أن يسعد اليوم بذكرى مرور 25 عاما (اليوبيل الفضي)، لتولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، فهي وإن كانت فترة قصيرة في عمر الشعوب وتاريخ الأمم، إلا أنها فترة ذهبية من الخطوات التنموية الفارقة والإنجازات الحضارية الهائلة، بقيادة ربان سفينة ماهر حكيم، قاد هذا الوطن بإرادة وطموح دائمين نحو الأفضل، وثبات وعزيمة كبيرين في مواجهة مختلف التحديات، والتغلب على الصعوبات التي تموج بها الساحة المحلية والساحات الإقليمية والعالمية، وتمكن جلالته بنهجه الإصلاحي وحسه الإنساني أن يجعل من مملكة البحرين أيقونة للأمن والسلام والتعايش والتسامح، كقائد حكيم أرسى نموذجًا تنمويًا رائدًا في مملكة البحرين، وأنجز مبادرات عالمية ملهمة لنشر الخير والسلام في جميع أرجاء العالم.
بسياسات واضحة المعالم، ومبادرات واعية، وخطوات بناءة وحاسمة، استطاع جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة إكمال وتطوير ما بناه آباؤه وأجداده، ومواصلة السير بسلاسة وحسم في مسيرة تنموية شاملة، مرتكزًا على ما حرص جلالته على توفيره منذ بداية عهده الزاهر من إجماع وطني بنسبة 98.4 % على ميثاق العمل الوطني، الذي اشتمل على مبادئ الإصلاح والتحديث والتقدم، فكان كما وصفه جلالته بالفعل فتحا جديدا في تاريخ البحرين، دخل بها مرحلة جديدة زاخرة بالإنجازات الديمقراطية والمؤسسية والتنموية.
كما يحق لنا أن نعتز ونفتخر أيضًا بمرور 25 عامًا على تولي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولاية العهد لمملكة البحرين (9 مارس 1999م)، فكان سموه داعمًا لتلك المسيرة المتواصلة من المنجزات والمكتسبات منذ بدايتها، وقام سموه عبر ما تولاه من مناصب بأدوار استراتيجية في المجالات العسكرية والإدارية والاقتصادية، وما يزال سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء يواصل الجهود الدؤوبة في تنفيذ رؤى جلالة الملك المعظم لتطوير أداء أجهزة السلطة التنفيذية، وتوطيد التكامل مع السلطة التشريعية؛ لتعزيز دور ومكانة مملكة البحرين ودفع المسيرة التنموية الشاملة، لما فيه مصلحة البحرين في حاضرها ومستقبلها من تنمية ورخاء وأمن واستقرار، فبعد أن أطلق سموه رؤية البحرين الاقتصادية 2030 في أكتوبر2008، وهي رؤية شاملة لتطوير اقتصاد المملكة، وجه سموه حديثا للعمل على تنفيذ توجيه جلالة الملك المعظم بالبدء في إجراء مشاورات مع السلطة التشريعية والقطاع الخاص والجمعيات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني، لصياغة رؤية البحرين الاقتصادية 2050؛ لمواصلة تحقيق طموحات وتطلعات المجتمع في شتى المجالات.
فهنيًا لأبناء هذا الوطن بقيادته الحكيمة، التي تحرص على الوصول دائمًا لأهداف طموحة، ووضع إجراءات وسياسات استباقية، وإنجاز مبادرات إبداعية، وتحويل التحديات إلى إنجازات.

مؤنس المردي