ذكرنا أن جاسم محمد مراد ولد في المحرق في العام (1930م)، وأدخل إلى المطوع الملا محمد درويش، والتحق بمدرسة الهداية الخليفية والتي أنهى دراسته الابتدائية فيها، سنة (1945م)، وبعد أربع سنوات من الدراسة بالمدرسة الشرقية أتم دراسته الثانوية، هذا من حيث دراسته، من ناحية. ومن ناحية أخرى، دخل أبوصلاح، معترك الحياة العملية بدائرة الأشغال العامة في الفترة (1948 - 1949م)، ثم بدأ “بالتدرب على أعمال الصيرفة مع خاله محمد أحمد الباكر، والتجارة مع الهند والباكستان وتجارة الذهب في مطلع خمسينات القرن العشرين، وعاد إلى مزاولة الصرافة وأسس شركة تجارية في قرب نهاية ذلك العقد”.
وأقام جاسم مراد لمدة عام في (1960م) في الكويت وأقام “شركه البحرين والكويت للتجارة العامة التجارية مع مرزوق عبدالوهاب داود المرزوق” و”أنفق خلالها (30,000) روبية، وانتقل للإقامة بمنطقة القفول في العام (1965م)، وكان يذهب بسيارته إلى المحرق يوميًّا ليلًا ونهارًا؛ لأن جميع أصدقائه من المحرق” كما تذكر الدكتورة غنية جاسم عليوي في كتابها أفق لم يتسع له وطن، الصادر في عام (2020م).
ومثل المرحوم نادي البحرين ومعه عبدالرحمن جمشير وراشد العريفي في الحوار الذي دار مع لجنة الأمم المتحدة إلى البحرين في عام (1971م) حيث جرى الاستفتاء على استقلال البحرين، وانتخب في العام التالي (1972م) عضوًا في أول مجلس تأسيسي في البلاد، وفي العام (1973م) انتخب عضوًا في المجلس الوطني ممثلًا عن منطقة الحالة وفريق الزياني وفريق فخرو والصنقل وفريق البنائين وفريق المعاودة وفريق مراد وفريق الدوي وفريق بن رشدان، مع عبدالله المعاودة وفقًا للمؤرخ الخليجي علي محمد المهدي. وواصل نشاطه “كرجل أعمال ومساهم وله حضوره في اجتماع الجمعيات العمومية سواء كانت مصارف أو شركات مساهمة، وكان رحمه الله عنصرًا فاعلًا في غرفة تجارة وصناعة البحرين”، إضافة إلى أنه كان نائبًا لرئيس جمعية الهلال الأحمر البحريني. وله من الأولاد ثلاثة وابنة واحدة هم: صلاح وزياد وأحمد وأسماء، ووالدتهم السيدة نورة بنت محمد فخرو. غادرنا الأستاذ جاسم مراد في التاسع من يناير من العام (2019م) عن عمر ناهز (88) عامًا.