العدد 5613
الإثنين 26 فبراير 2024
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
الحقائق الأربع في حوار الرئيس بوتين
الإثنين 26 فبراير 2024

أدهش حوار الصحافي الأميركي تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - والذي حصد أكثر من مليار مشاهدة على منصة أكس - المتابعين ليس بما تضمنه من أفكار ورؤى فحسب، بل بما أظهره من قوة هذا الرجل على الصعيد الفكري والمعرفي والرؤيوي والقيادي، مقارنة بحالة الهزال القيادي التي يمر بها الغرب حاليا.
ويمكن تلخيص الرؤية البوتينية كما جاءت في هذا الحوار في 4 حقائق: الأولى: لقد ظهر بوتين كرجل دولة من الدرجة الأولى، عالما بتاريخ بلاده والمنطقة بكل تفاصيله وتسلسله ومآلاته، مؤسسا تحليله على الوقائع، سواء بالنسبة لروسيا أو بالنسبة لأوكرانيا التي لم تتأسس كدولة مستقلة سوى في العام 1991م، وتستطيع أن تناقش بوتين في بعض التفاصيل، إلا أن المعطيات التي قدمها مستقاة من عمق التاريخ الحقيقي. الثانية: حقيقة أن أوكرانيا كيان تأسس في الحقبة الستالينية، ولم تكن موجودة قبل عام 1922 في سياق صفقات مع الشيوعيين لخلق توازن ما. وانطلاقا من هذه السردية بنى بوتين رؤيته إلى العلاقة مع أوكرانيا في النهاية. الثالثة: حقيقة زحف حلف شمال الأطلسي نحو الحدود الروسية، بالمخالفة لما تم الاتفاق عليه في العام 1995م حيث لم يحترم الغرب تعهداته، مصرا على اعتبار روسيا عدوا يجب محاصرته وخنقه، رافضا أن تكون روسيا جزءا من المنظومة الاقتصادية والأمنية الأوروبية، وأفضى هذا الرفض المعزز بزحف حلف الناتو نحو الحدود الروسية إلى زيادة مخاوف روسيا وقلقها الوجودي. الرابعة: أن أوكرانيا بدعم من الغرب استمرت في الاعتداء على روس أوكرانيا في الجنوب وفي الدومباس، بدءا من العام 2008 وصولا إلى اتفاقيات منسك 2014 - 2015م، والتي لم تلتزم بها أوكرانيا وكل من فرنسا وألمانيا كدولتين ضامنتين. حيث تم ضرب سكان الدومباس بالطيران والدبابات والصواريخ والعمل على سحقهم خاصة بعد سيطرة القوى النازية واتساع تأثيرها.
وبالرغم من مرارة هذه الحقائق التي حاول بوتين أن يبرر من خلالها لجوء روسيا إلى العمل العسكري، فإن الرئيس الروسي بقي طوال الحديث على يقين بأن روسيا وأوكرانيا كبلدين شقيقين سوف يتوصلان إلى اتفاق عاجلا أم آجلا. وأن العالم سيتغير بغض النظر عن كيفية انتهاء الأزمة في أوكرانيا..
كاتب وإعلامي بحريني
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية