العدد 5609
الخميس 22 فبراير 2024
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
هامش حول التعليم والمستقبل (2)
الخميس 22 فبراير 2024

تبين التجربة التاريخية للتعليم في البحرين حقيقتين مركزيتين: الأولى: تعلق أهل البحرين بالتعليم في زمن مبكر جدا، باعتباره القوة المحركة والكامنة وراء الإنجازات الحضارية التي تحققت على مدار أكثر من قرن من الزمان على الأصعدة كافة. الثانية: التعويل على التعليم كقوة ديناميكية ضامنة لاستمرار التقدم والنماء، وليس هناك من ضمانة للمستقبل إلا بنظام تربوي قادر على بناء القدرات والمهارات وتعظيم امتلاك الطلبة المعارف والمهارات التكنولوجية والاتصالية التي هي الأساس للمشاركة في سباق الأمم في الحاضر والمستقبل.
وقد بذلت الدولة في سبيل ذلك، خلال العقود الماضية – ومازالت - جهودا كبيرة ووفرت الموارد والرؤى والبرامج، بكل قناعة ورضى، وأرست القواعد الصلبة لبناء نظام تعليمي متكامل وعصري قابل للتجدد، ما يساعد اليوم على استشـراف المستقبل بشكل أكثر يسرا، بالأخذ بعين الاعتبار الجوانب المهمة: أولا: أن الأهداف التربوية تولد اليوم من رحم (العولمة) و(ثورة المعلومات والاتصال والذكاء الاصطناعي)، وسط توجهات عالمية بإعادة النظر في معادلة التعليم وسوق العمل التقليدية، ضمن نظام اقتصادي دولي يقوم على المعرفة والذّكاء والمهارات العالية والإبداع. فكثيرةٌ هي الاختصاصات والمهن الواعدة التي أصبحت تتطلّب جهدا كبيرا لتبنيها.
ثانيا: في خضم الأوضاع العالمية الحالية، من الواضح أن دور الدولة في التعليم، في معظم دول العالم بدأ يتغير، من دور (الراعي الكامل)، إلى دور (الداعم والمشجع)، بما يعني أن التعليم يتحول تدريجيا، إلى مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع والقطاع الخاص. وسيفرض ذلك تحديات عديدة، خصوصا فيما يتعلق بتحقيق تكافؤ فرص التعليم وضمان إلزاميته ومجانيته في مراحله الأساسية للجميع، واستيعاب مختلف فئات الطلبة، خصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة. ثالثا تطوير سياسات ونظم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، والتشجيع على زيادة الاستثمار في مؤسساته، وتعزيز الخبرات التعليمية المطلوبة والعمل على تكامله مع مراحل التعليم الأخرى.
الاستمرار في إعداد المعلمين المؤهلين على أعلى المستويات الأكاديمية والمهنية، وفقا لأحدث التقنيات المتاحة، ووسائل التعليم المبتكرة.
التطوير المستمر للمناهج الدراسية، بما يتناسب مع المتغيرات والتحديات المعاصرة، في ظل التغير المستمر للمعارف والعلوم، وتقلّب عالم الاقتصاد والأعمال، وثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال وأزمات البيئة والمناخ.
تحديث التعليم الفنّي والمهني ودعم تخصصاته الفنية والمهنية الجديدة، والتي تسهم في تعزيز قدرات الطلبة على خلق فرص عمل ملائمة. وللحديث صلة.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية