العدد 5609
الخميس 22 فبراير 2024
banner
دوامة الحياة
الخميس 22 فبراير 2024

تدور أحداث الحياة وتمضي الأيام دون أن نشعر بها، فبالأمس كنا نصارع في المدارس والجامعات، واليوم تخطينا فترة الدراسة بمراحل، قبل بضع سنوات كنت أحمل ابني وأمرح معه واليوم هو في مثل طولي أصبح رجلا، غداً سيكون أبا تكتمل من خلاله عجلة الحياة.
لفتني موضوع الأسرة التي هي أساس المجتمع، فالوضع المعيشي يؤرق الكثيرين، حيث إنني في زيارتي للعديد من المجالس واستماعي لما يدور فيها وأيضاً بحديثي لبعض الأصدقاء أجد الاستياء ديدنهم، فهم وبسبب ضغوطات الحياة والتضخم غير مرتاحين. عند الحديث عن ضغوطات الحياة والوضع المعيشي الصعب لبعض الأسر يجب أن نضع خارطة طريق لمكونات الوضع المعيشي، فهو يتضمن الدخل المتاح للفرد، وظروف السكن، التعليم، والرعاية الصحية، والتوظيف، والثقافة، والبيئة الاجتماعية. سأتطرق هنا لبعض التأثيرات التي يحدثها الوضع المعيشي على الأسرة، فيؤثر الوضع المعيشي بشكل مباشر على الصحة العامة والرفاهية النفسية لأفراد الأسرة، فإذا كانت الظروف المادية للأسرة صعبة فقد يكون الوصول للرعاية الصحية والغذاء الجيد أمرا محدودا، ما يؤثر سلبا على الصحة والنمو السليم للفرد، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض والمشاكل الصحية.
أيضا الوضع المعيشي يؤثر على التعليم، فمن الواضح أن الكثير من الأسر البحرينية اتجهت للمدارس الخاصة، والهدف الحصول على مخرجات أفضل للطفل، ما يتناسب مع سوق العمل، فعندما يكون وضع الأسرة صعبا لن تستطيع المساهمة في دعم الابن ولن تستطيع تقديم دعم كاف يساهم في إمكانياته وتحسين فرصه المستقبلية في العمل. أيضاً العلاقات الاجتماعية، فيؤثر الوضع المعيشي على الأسرة، وقد يشعر الأفراد بالعزلة الاجتماعية، خصوصا إذا كانوا يعيشون في ظروف صعبة وغير مستقرة، وهذا بسبب صعوبة التفاعل والانخراط مع المجتمع المحيط وهذا يولد التوتر والضغط النفسي. أيضاً يؤثر الوضع المعيشي على الحياة الأسرية بشكل عام، فقد تكون هناك ضغوط مالية تؤدي إلى التوتر والصراعات الداخلية في الأسرة، بسبب ضيق المساحة في المسكن، فيؤثر ذلك على العلاقة بين أفراد الأسرة، ومن الممكن أن يولد احتكاكات بين أفراد الأسرة.
بالرغم من ما تمر به العديد من الأسر إلا أن معظمها أظهر قدرته على التكيف والصمود في وجه المصاعب، فنجد في بعض الأحيان أن الظروف الصعبة تقوي الروابط الأسرية، وتزيد الوحدة والتعاضد واعتماد أفراد الأسرة على بعضهم البعض، فتوحد الأسرة صفوفها في مواجهة الأزمات، أيضاً قد يتعلم الأطفال قيم الصبر والاستدامة والابتكار من خلال التعايش مع الظروف الصعبة.

كيف يمكننا مواجهة الوضع المعيشي السلبي
عدة عوامل تساهم في مواجهة الوضع المعيشي السلبي مثل التخطيط المالي الجيد، فمن خلاله يتم وضع خطة مالية محكمة لإدارة الدخل والمصروفات اليومية وتحديد أولوياتك، يجب إعداد ميزانية شهرية تساعدك على تحقيق الاستقرار المالي وتوفير جزء من الدخل.
أيضاً يجب تطوير مهارات التواصل وحل المشكلات، هذا قد يساعد في تعزيز مهارات التواصل وحل المشكلات في الأسرة على التعامل بشكل أفضل مع التحديات، أيضاً يجب تشجيع الحوار الصادق والمفتوح والاستماع الجيد يمكن أن يعزز العلاقات العائلية ويساعد في حل المشكلات المالية والعاطفية.
في الختام يجب تشجيع الأطفال على التعليم، هذا قد يساعد على تحسين المهارات واكتساب مؤهلات جديدة تساهم في زيادة فرص الحصول على وظائف أفضل وزيادة الدخل.

كاتب بحريني
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .