انعقدت نهاية الأسبوع الماضي القمة الأفريقية في أثيوبيا وسط العديد من الأزمات التي تحيط بالقارة السمراء، حيث تواجه دول القارة العديد من التحديات وذلك نتيجة عدد من المحركات سواء الداخلية منها والمتمثل أبرزها في الانقلابات العسكرية والاحترابات الأهلية، إضافة للمحركات الخارجية المتمثلة في التدخلات في الشؤون الداخلية من قبل الدول الكبرى وتداعيات الأزمات المحيطة بها على مختلف الجوانب والأصعدة.
للدول العربية الأفريقية حصة كبيرة من هذه الأزمات، فأغلبها إن لم يكن مجملها تعاني بشكل مباشر أو غير مباشر من أزمات كان لها بالغ الأثر على تقدمها وحدت من تطورها، ومن أهم الدول العربية الأفريقية التي تعاني من هذه الأزمات هي جمهورية مصر العربية، وذلك اثر الأزمة المندلعة حالياً في قطاع غزة، فمصر اليوم تتحمل مسؤولية تاريخية تجاه احتمال نزوح ما يقارب من مليوني فلسطيني لشبه جزيرة سيناء، وذلك في ظل التهديد الإسرائيلي باقتحام مدينة رفح، الأمر الذي ترفضه مصر وجميع الدول العربية على اعتبار أن من حق الفلسطينيين العيش على أرضهم ولا يجوز تهجيرهم تحت أي ظرف، على الطرف الآخر لا تزال السودان تعاني من الحرب المستعرة بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع، حرب أهلية خلفت مئات القتلى وملايين اللاجئين، وحتى هذه اللحظة لا يبدو أن هناك أي أفق سياسي لوقف القتال. هناك وليس بالبعيد عن السودان مازالت الصومال ترزح تحت إرهاب المليشيات الإرهابية التي تعيث فساداً، ناهيكم عما استجد بشأن توقيع أديس أبابا اتفاقية غير مشروعة مع إدارة أرض الصومال.
ليبيا ليست بأفضل حال من جاراتها فعلى الرغم من الهدوء النسبي الذي يعيشه شرق وغرب ليبيا على الأرض، إلا أن الوضع السياسي متقد وذلك بعد رفض حكومة الشرق التعامل مع المبعوث الأممي عبدالله باتيلي ما يزيد المشهد تعقيداً.
كحال أغلب المؤتمرات والاجتماعات من الصعب جداً أن تستطيع قرارات البيان الختامي لقمة الاتحاد الأفريقي التي تطرقت للواقع الأفريقي وفي مقدمته أوضاع دول عربية أفريقية أن تغير الواقع، فقبل أن يعقد أولي الأمر والفرقاء العزم على التغيير والإصلاح من المحال أن يتبدل الواقع للأفضل.
كاتبة وأكاديمية بحرينية