العدد 5607
الثلاثاء 20 فبراير 2024
banner
في نظرية “صفر أخطاء”
الثلاثاء 20 فبراير 2024

نقد الذات واحد من أهم الأمور التي تنقص ذلك البعض الذي اتخذ من شهر الحب والميثاق عنوانا له ولا يزال متعلقا بما حدث قبل عقد ونيف، وهذا يعني أنه يعتقد أنه “صفر أخطاء” وأن الآخر – مؤسسات وأفرادا – وحده القابل للوقوع في الخطأ ومن ينبغي عليه أن يراجع نفسه. الدليل هو أنه يكرر أخطاءه ويتصرف في كل مرة بالطريقة نفسها التي تصرف فيها في المرات السابقة وتضرر. كلامه هذا العام لم يختلف عن كلامه الذي كان قبلا. 
نقد الذات بالنسبة لأية مؤسسة - خصوصا السياسية - يعني أن أعضاءها موضوعيون وأنهم يؤمنون أنهم بشر وأنهم من دون هذه الممارسات لا يتطورون ولا يمكن أن يحققوا نجاحا. لهذا فإن ذلك البعض لا يخرج من الصعب إلا إلى ما هو أصعب خصوصا بعد التغيرات غير المتوقعة في المنطقة والتي جعلت حواضنه تتوقف حتى عن مجاملته في أحزانه وأفراحه حفاظا على المكاسب التي حققتها. المخرج الصحيح بالنسبة لمن يتكلف مثل ما تكلف ذلك البعض وعانى في السنوات الماضية هو أن ينتقد نفسه ويتخذ قرارا فوريا بتصحيح مساره، وتصحيح المسار في العمل السياسي يعني إعادة صياغة المواقف من كثير من الأمور والتخلص من عقدة “صفر أخطاء” ومن أنه على حق وغيره على باطل وأن عليه أن يواصل في كل الأحوال. تعطيل أداة نقد الذات من شأنه أن يعمي عن كل تغير يحدث في مختلف الساحات؛ المحلية والإقليمية والدولية، ويجعله الخاسر الأكبر والأوحد في كل حين ويجعله مستمرا في عدم استغلاله الفرص التي قد تسنح، فيركز على الأمور الصغيرة ويترك ما ينفعه ويجعله يحقق لأولئك الذين زين لهم شيئا مما ظل يعدهم به. وفي هذا ما يدفع إلى الاعتقاد بأنه بعيد عن العمل السياسي حيث السياسي إن لم ينتهز الفرص لا يعتبر سياسيا، وحيث السياسي الذي يعطل خاصية نقد الذات لا يمكن اعتباره سياسيا.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .