يتهمني البعض بأنني كنت أقف في صف المدرب الأرجنتيني أنطونيو بيتزي في مشاركة منتخبنا الوطني بكأس آسيا لكرة القدم، التي اختتمت يوم 10 فبراير بالدوحة، وتوج بلقبها المنتخب القطري على حساب نظيره الأردني في نهائي مثير كان نجمه الساحر أكرم عفيف والحكم الصيني ما نينغ، الذي احتسب ثلاث ضربات جزاء لأصحاب الأرض!
طبعا، أنا لا أريد التبرير في هذه المقالة عن موقفي لأنني لا أجد خطأ في دعم مدرب المنتخب الوطني خلال مشاركة رسمية، خصوصا عندما يكون أمام طوفان من الاستهزاء والشتم بصورة غير لائقة في بعض الأحيان، تثير مشاعر الإحباط والانهزامية في صفوف المنتخب ذاته، بدل أن ترفع من معنويات لاعبيه وأفراد بعثته، وهذا ما يتنافى تماما مع الهدف الرئيسي من التشجيع والمؤازرة التي تحرك فينا مشاعر الفخر الوطني.. وقلت يومها كيف يتحول التشجيع والمؤازرة إلى خناجر وسكاكين بعد 90 دقيقة!
لذلك أحببت أن أوضح موقفي من التطورات الأخيرة المفاجئة بقرار حل الجهازين الفني والإداري بالتراضي والاستغناء عن خدمات المدرب الأرجنتيني أنطونيو بيتزي بعد 6 أشهر من التعاقد معه خلفا للبرتغالي هيليو سوزا، الذي مازال البعض يتباكى عليه وكأنه كان يملك المزيد ولم يعط الفرصة الكافية، بل أنه فشل في الحفاظ عن أهم إنجازاته في كأس الخليج، ولم ينجح في تحقيق حلم الوصول إلى كأس العالم، وهذا السبب كان كافيا لأن تنتهي حقبته ويبدأ البحث عمن يكمل المسيرة بعد 4 سنوات شهدت طفرة في أول 3 أشهر وبعدها عجزت عن التقدم.
وأمام هذا المشهد، كان البحث عن مدرب يخلف سوزا ويكون قادرا على حمل مسؤولية تأهيل منتخب البحرين للمونديال، للمرة الأولى في تاريخه، وهي مهمة شاقة بالنسبة لاتحاد الكرة، خصوصا وأن الأسماء التي طرحت للتفاوض لم يتم التوصل معها لاتفاق، حتى جاء “سعيد الحظ” أنطونيو بيتزي فحمل هذه المسؤولية على عاتقه، ولكنه لم يكن مقنعا في اختبار كأس آسيا بدرجة يمكن الاطمئنان فيها على سلامة حظوظ منتخبنا الوطني في اجتياز التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
وعلى هذا الأساس تم اتخاذ “القرار الصعب” من قبل اتحاد الكرة بالاستغناء عن خدمات بيتزي، والبحث عن مدرب يلبي الطموحات المونديالية خصوصا في هذا التوقيت الذي بدأت فيه التصفيات فعليا. 
ختاما، نتمنى أن يوفق الاتحاد في اختيار المدرب القادر على تحقيق آمالنا، ومهما يكن اسم هذا المدرب فأنا معه ابتداء من الآن وإلى جانب المنتخب الوطني حتى النهاية.