للوهلة الأولى قد تتأثر بالآراء القائلة إن هناك شكوكا حول قرارات اتخذها الحكم الصيني ما نينغ في المباراة النهائية لكأس آسيا لكرة القدم باحتسابه ثلاث ضربات جزاء للبلد المضيف، ولكن عندما تعود إلى مسار المباراة وتنظر للأمور بشكل محايد، ستكتشف أن منتخب قطر استحق الاحتفاظ باللقب عن جدارة وأن خسارة منتخب الأردن بثلاثة أهداف لهدف، ليس له علاقة بقرارات الحكم.
لقد فاز العنابي بتفوق واضح على النشامى، وفرض شخصيته منذ البداية، مستفيدا من عوامل إيجابية كانت تصب في صالحه سلفا، فهو الأكثر خبرة ورغبة في أن ينهي الحكاية الآسيوية المثيرة، بمشهد لا ينساه أبناء القارة الصفراء، الذين شاركهم رئيس الاتحاد الدولي جياني انفانتينو عرسهم الكروي، وشهد تتويج “الأدعم” بالطريقة التي توج بها منتخب الأرجنتين بلقب المونديال على ذات الملعب العام 2022 وآنذاك قلد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “الشيخ ميسي” بشتا عربيا في مشهد غير مسبوق!
واليوم يتكرر ذات المشهد، ولكن بزخم عربي أكثر، بوجود منتخبين في النهائي الآسيوي، كلا منهما قدم ما يشفع له ليكون حاضرا في أمسية الختام، وقد ابتسم كأس آسيا إلى حامل اللقب القطري، الذي فرض شخصية البطل وتعامل مع المباراة بخبرة وكاريزما عالية، خلافا للحصان الأسود الأردني، الذي بدا كما لو أنه تائه في الملعب متأثرا بقرارات الحكم الصيني التي أدت لاحتسابه 3 ضربات ترجيحية لأصحاب الأرض!
وقد تصدى للضربات الثلاث، اللاعب النجم أكرم عفيف وأحرزها جميعا بنجاح في مرمى بوليلى، ليضع نفسه في صدارة هدافي البطولة برصيد 8 أهداف متفوقا على العراقي أيمن محمود الذي كان قبل هذا اللقاء متصدرا الترتيب برصيد 6 أهداف، وأما الحارس القطري مشعل برشم فقد استحق لقب أفضل حارس في البطولة، كما استحق عفيف لقب أفضل لاعب في البطولة وكلاهما ساهم بمجهودات سخية مع منتخب بلاده إلى جانب كتيبة متمرسة وواثقة من قدراتها، يحركها مدربا فائق الذكاء وهو الإسباني ماركيز لوبيز.
ختام، مباركاً للأشقاء القطريين نجاح البطولة وهنيئا لهم التنظيم الباهر والاحتفاظ باللقب، وهاردلك للأشقاء الأردنيين، رغم أني أرى أن منتخب النشامى لم يخسر، وهو بطل بكل ما تحمله الكلمة من معنى عطفا على أدائه الرائع ونتائجه المذهلة وكذلك مدربه المغربي عموتة يستحق التهنئة لأنه أبدع وذهب بعيداً في البطولة.. ومع السلامة!