يسدل الستار اليوم على النسخة الأفضل في تاريخ مسابقة كأس آسيا لكرة القدم التي انطلقت في 12 يناير الماضي وشهدت على مدار الأيام الماضية مباريات رائعة وحضورا جماهيريا غير مسبوق على ملاعب المونديال القطرية، ونحن اليوم ننتظر مشاهدة المباراة النهائية بين المنتخب القطري حامل اللقب والمنتخب الأردني الحصان الأسود وكلنا أمل في أن نتابع مواجهة كروية ممتعة.
وبالنسبة للترشيحات والتوقعات للمنتخب الفائز، لا أجد أن فريقا يمتلك امتيازا على الآخر، فالمنتخبان قدما مباريات قوية وأثبتا علو كعبهما واستحقاقهما للعب دور البطولة على مسرح النهائي، الذي سيقام على ملعب لوسيل وسط توقعات بحضور جماهيري غفير، فلم يجد الناس تذاكر للمباراة النهائية حتى قبل أن نتعرف على طرفيها. وهذا دليل على نجاح التنظيم والاستضافة القطرية التي وفرت سبل الراحة والتسهيلات الكبرى لجعل تجربة متابعة المباريات من على المدرجات ميسرة للمشجعين.
في الواقع، ونحن نودع هذه النسخة، علينا أن نتقدم بالشكر الجزيل إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وإلى اللجنة المحلية المنظمة لأنهما قدما لنا نسخة استثنائية تليق بالمستوى الكروي المتطور الذي وصلت له قارة آسيا، كما ونشكر المنتخبات التي شاركت وتألقت وكان لها دور في إشعال المنافسة والتشويق الذي أشعل التفاعل الجماهيري الكبير في المباريات، وكان الحماس والتشويق حاضرا من المباراة الأولى حتى الأخيرة.
أمنياتنا بأن يكون النهائي مسك الختام، وبالتوفيق للمنتخبين القطري والأردني في مواجهة سيخرج منها بطل واحد في نهاية المطاف سيتربع على عرش القارة، ويثبت للجميع أن الكرة العربية بخير وأنها في قمة تألقها وعلى المنتخبات التي لم توفق أن تتعلم من الدروس والأخطاء التي وقعت بها لتعود مجددا إلى الملاعب التنافسية بقوة وبإصرار أكبر على إثبات نفسها.
ختاما، كل التوفيق للحكم الصيني ما نينغ في إدارة المباراة النهائية دون أخطاء، ودون أن يقع فيما يمكن أن يعكر صفو اللقاء الحاسم، ويثير الجدل مثلما حصل في بعض المباريات المصيرية رغم وجود تقنيات متطورة لمساعدة الحكام. وأذكر هنا الطرد القاسي للمهاجم العراقي أيمن حسين أمام الأردن واحتساب هدف قطر على إيران من هجمة أثير حولها لغط بأنها تسلل، وهذا ما يضاعف الضغوط والمسؤولية على الحكم الصيني في مواجهة اليوم.. وبالتوفيق للجميع.