بلغتني رسائل من زملاء وأصدقاء، تحمل في طياتها اعتراض بعض القراء والمتابعين على آرائي بشأن مشاركة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في بطولة كأس آسيا، التي ودعها “الأحمر” في الدور 16 بعد خسارته أمام المنتخب الياباني بثلاثة أهداف لهدف. وفي الحقيقة، لم أتفاجأ من مضمون ما وصلني من نقد ووجهات نظر مختلفة؛ لأنني قرأت الكثير من التعليقات على حساب الصحيفة في منصة “الانستغرام”، وعرفت أن شريحة كبيرة لا توافقني الرأي.
لكنني لن أكذب على نفسي وعلى الناس وأحمّل المنتخب الوطني فوق طاقته، كما أنني لن أنتظر من المدرب الأرجنتيني أنطونيو بيتزي معجزة كروية وهو يحمل على أكتافه تركة ثقيلة ورثها عن المدرب البرتغالي هيليو سوزا، الذي انتهى عقده في يونيو الماضي، فأنا مدرك تماما، أن بيتزي وضع في موقف لا يحسد عليه أمام الجماهير البحرينية، التي ارتفع منسوب طموحها في البطولة الآسيوية المقامة على الملاعب المونديالية في العاصمة القطرية (الدوحة)، بما تمثله من قدرة على الإبهار التنظيمي. وهو على ما أظن أكثر سبب دفع البحرينيين إلى انتظار رؤية الأحمر بحلة مذهلة تليق بمستوى الحدث، متغافلين عن الوضع الكارثي للمنتخب بعد أن تركه سوزا دون ملامح يمكن لخلفه أن يتعرف بها على مفاتيح هذه الأحجية العجيبة!
لذلك، أنا أكتب بواقعية، وأتفهم أن بيتزي يحتاج إلى وقت أطول ليتمكن من بناء فريق قوي، وأنه لم يكن قادرا على اللعب بطريقة سوزا لأسباب عدة، أبرزها أن هذا الأخير لم يكن مدربا تقليديا، وكان يميزه أنه يلعب بتشكيلة مختلفة في كل مباراة، معتمدا بالدرجة الأولى على عامل اللياقة البدنية، واستطاع بهذا الأسلوب أن يحرز بطولة غرب آسيا وبطولة الخليج في العام 2019، ولكنه أصبح مكشوفا أمام المنافسين بعد ذلك، وفشل في الحفاظ على لقبه بخليجي 25 بعد خسارته أمام عمان، كما أنه فشل في التأهل لمونديال 2022.
والمفارقة هنا أن عمان خرجت من الدور الأول في كأس آسيا، بينما تأهل منتخبنا لدور الـ 16، وشتان بين البطولتين من الجانب التنافسي، ورغم ذلك، فالنتائج في صالح بيتزي وليس سوزا، علما أننا نقارن بين نتائج مدرب جديد لم يكمل 6 أشهر، وبين مدرب قاد المنتخب لمدة 4 سنوات، وحقق معه النتائج فقط في أول 6 أشهر، وبعدها بدأ سلسلة التراجع والهبوط، وهذا سبب عدم التجديد معه من قبل اتحاد الكرة... فلا تفهموني غلط!