العدد 5593
الثلاثاء 06 فبراير 2024
banner
الأردن هو “الحصان الأسود”
الثلاثاء 06 فبراير 2024

لا شك في أن بلوغ الدور قبل النهائي من مسابقة كأس آسيا لكرة القدم المقامة في قطر، يعني بالضرورة أننا في حضرة المنتخبات الأربعة الأقوى على مستوى القارة الصفراء، ولا يوجد مجال للشك في قدرات وإمكانات أي من هذه المنتخبات التي دافعت بضراوة عن حظوظها التنافسية.
وكما هو معروف، فإن الأردن يصطدم بكوريا الجنوبية اليوم، وغدا مواجهة من العيار الثقيل بين قطر وإيران، وسوف نتابع مواجهات كبيرة عطفا على مردود المنتخبات في المباريات السابقة، إذ أظهروا مستويات قوية أهلتهم للبقاء في الملعب، في الوقت الذي حزمت فيه منتخبات مرموقة حقائبها، رغم أنها كانت مرشحة على الورق للمنافسة بشدة على كأس آسيا مثل اليابان والعراق والسعودية.
ولعل الأردن هو المنتخب الوحيد الذي كسر القاعدة من بين المنتخبات الأربعة المتأهلة، فهو يصعد للمرة الأولى في تاريخه لنصف النهائي ولم يسبق له الفوز باللقب؛ لذلك يعد الأردن “الحصان الأسود” في كأس آسيا 2023، بفضل ما يمتلك من أسلحة فتاكة يديرها بعبقرية شديدة المدرب المغربي عموتة، الذي نجح في تجاوز أفضل نتيجة يحققها “النشامى” في تاريخه مع المدرب المصري القدير المرحوم محمود الجوهري، وهو إنجاز كبير يحسب لعموتة، ويفرض عليه مسؤولية كبرى.
ولا شيء ينقص المنتخب الأردني لمواصلة مشواره بثبات، حتى وإن كان ذلك على حساب كوريا الجنوبية ذاتها، فلم يكن طريق الأردن مفروشا بالزهور لهذا الدور، فقد واجه منتخبات قوية، وأثبت علو كعبه، ويكفيه فخرا أنه أزاح “أسود الرافدين” رغم أن الأخير قدم نفسه على أنه الفريق الذي لا يقهر بعد إسقاطه المريع لليابان.
ومن حسن حظ الأردنيين أنهم سيواجهون فريقا سبق لهم مقابلته في البطولة، إذ تعادل مع كوريا الجنوبية بهدفين لهدفين في الدور الأول، ويعود اليوم الأردن إلى أرضية الملعب لمواجهة سون ورفاقه في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، ولا بد من خروج فائز واحد، بحسابات جديدة وضغوط أكبر، ولكننا على ثقة أن المدرب عموتة والمعمري ورفاقه يعملون على تحقيق نتيجة أفضل من المواجهة السابقة، وأنهم أهل لهذه المنازلة التاريخية.
ختاما، بالتوفيق للمنتخب الأردني الشقيق في مباراة اليوم، ونحن على ثقة كبيرة بـ “النشامى” في أن يواصلوا السعي لاستكمال الدفاع عن حظوظ العرب في النزال الكروي الآسيوي، بوجود جماهير عربية غفيرة تدعم منتخبات لغة الضاد بقوة وتعطيها دفعة معنوية قد لا تجدها في مكان آخر.. وفالكم الفوز يا “نشامى العرب”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية