العدد 5592
الإثنين 05 فبراير 2024
banner
إيران ولعنة “الكاميكازي”
الإثنين 05 فبراير 2024

هل قدم منتخب إيران كل ما لديه أمام اليابان، أم إنه مازال يحمل في طياته مزيدا من الطوفان الكروي الذي زلزل كيان إمبراطورية الكرة الآسيوية ذات الخمسة ألقاب؟
سؤال يبدو منطقيا في اللحظة التي شهدت فك عقدة تاريخية تعود إلى العام 1976، عندما تربع الإيرانيون على عرش القارة الكروي آخر مرة، ليجدوا أنفسهم بعد ذلك بعيدين عن منصة التتويج، وفي مناسبات عديدة بكأس آسيا كانت اليابان ذاتها المحطة التي لا يستطيعون عبورها.
لكن “الساموراي” الياباني سقط أمام إيران هذه المرة بعد مباراة ملحمية، قدم فيها الإيرانيون كل شيء في عالم كرة القدم، تماما كما وصف المعلق التونسي عصام الشوالي، الذي امتدح أداء الفريق وأثنى عليه، ولكن فريق المدرب أمير قالينوي أمام اختبار كبير في المتبقي من مشوار المباراة السادسة. 
والآن يصطدم المنتخب الإيراني بـ “الأدعم” القطري حامل اللقب في الدور قبل النهائي، ليقابل الفائز منهما في المحطة الأخيرة من هذه النسخة المونديالية الآسيوية المثيرة، الفائز من مواجهة “الحصان الأسود” الأردني و “المارد الكوري” الجنوبي القادم من الزمن القاتل، حيث لا توقف محركاته الألمانية سوى صافرة النهاية!
لعل أبرز هذه التحديات، تجاوز الجراح التي خلفتها المعركة الأخيرة أمام “الكاميكازي” الياباني، الذي كان متقدما بالنتيجة حتى نهاية الشوط الأول، وبدا أنه في طريقه لإكمال مسيرته نحو اللقب، وهو ما دفع المدرب الإيراني للضغط على فريقه للعب بروح قتالية عالية في الشوط الثاني، ما أثمر قلب النتيجة إلى فوز بهدفين إلى هدف. 
هذا السيناريو البطولي الذي أسقط أبرز المرشحين للظفر باللقب سوف يرفع من سقف الطموحات والثقة الإيرانية، ما يؤدي الى التسليم بأن جاهانباخش ورفاقه تجاوزوا أكبر العقبات، وبذلك أصبحوا أوتوماتيكيا  يمثلون الوريث الشرعي لليابان المرشحة الأبرز للقب، وهنا يحدث التحول عندما يكون المنتخب الإيراني تحت الأضواء، دون أن يكون مهيأ لتحمل هذه الضغوط الكبيرة.
ختاما، لا شك أن الفوز على أبرز المرشحين لنيل اللقب هو أمر إيجابي في المسيرة التنافسية لأي منتخب طموح، ولكن ذلك يفرض عليه تقديم مستوى تصاعدي؛ ليكمل المشوار بذات الكفاءة والتركيز؛ حتى لا يفقد توازنه في لحظة مفصلية، مثلما حدث للمنتخب العراقي الذي تأثر بدرجة أو بأخرى بنشوة الفوز على اليابان، فسقط أمام الأردن في ظرف دقيقتين؛ لأن المهاجم أيمن حسين احتفل بهدف الفوز بطريقة لم يتقبلها الحكم، فطرده من الملعب بقسوة، فقلب “النشامى” النتيجة الى ثلاثة أهداف مقابل هدفين، وتركوا أسود الرافدين في صدمة حتى هذه اللحظة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .