لا شك أن الاستحقاقات الكروية لا تنتهي، وأن البطولات ما هي إلا مجرد محطات، متصلة ببعضها البعض بطريقة معقدة، وهي ليست في وارد أن تكون عبثية وفوضوية دون أن يضبط إيقاعها قانون صارم يوازي القاعدة الذهبية “لكل مجتهد نصيب”، التي نعرفها جيدا في حياتنا الاعتيادية، فلا عمل جيد يذهب سدى ولا فعل سيئ سيمضي دون دفع الثمن!
أسرد هذه المقدمة لأضعكم أمام المرحلة التنافسية المقبلة لمنتخبنا الوطني بعد خروجه من الدور 16 في بطولة كأس آسيا لكرة القدم، التي يسدل الستار عليها في العاصمة المونديالية الدوحة في 10 فبراير الجاري، إذ سنتعرف على بطل القارة الجديد الذي تجاوز المباريات الست الحاسمة في المحصلة النهائية، لاستحقاق يتنافس فيه 47 منتخبنا، يخضعون تصفيات تأهيلية تلعب في فترات زمنية متفرقة بنظام الذهاب والإياب وقد سقط من هذه المنتخبات 23، وتبقى 24 منتخبا آخرا، كان منتخبنا الوطني بينهم في هذه البطولة.
وتعرفون جيدا أن التصفيات تقام على مراحل، وتقسم فيها المنتخبات على حسب تصنيفها الدولي الذي يصدره الاتحاد الدولي (الفيفا) بشكل شهري، بناء على نتائج المنتخبات في المباريات والبطولات التي يعترف بها “الفيفا”، وبالتالي فإن النتائج وحدها، بغض النظر عن المستوى الفني أو الظروف التنافسية في البطولة أو المباريات، مردها أن تتحول إلى بيانات ترفع من رصيد نقاط المنتخبات في المحصلة النهائية، وهذا يعني أنه لا يوجد فوز يتحقق دون مردود، وكذلك الخسارة، وهذا حال المنتخبات التي تستخدم قاعدة “الضرورات تبيح المحظورات” لأنها في نهاية المطاف ستتأثر بشكل أو بآخر.
وعليه، فإن منتخبنا الوطني خرج بمكتسبات مهمة في بطولة كأس آسيا سوف تخدمه في بقية مشوار التصفيات المزدوجة لنهائيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، ومن المؤكد أن تصنيفه سيتحسن بعد أن خسر في مباراة وفاز في مباراتين، وسجل 4 أهداف ودخل مرماه 6 أهداف، وجمع 6 نقاط جعلته على رأس المجموعة التي تضم كوريا الجنوبية والأردن، وكلاهما وصل للدور نصف النهائي، إضافة إلى ماليزيا التي خرجت من الدور الأول.
ختاما، إذا تحدثنا بواقعية فإنه من الواضح أن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم هي الهدف الاستراتيجي في الحكاية برمتها، وهو الأكثر منطقية بالنسبة لنا في مملكة البحرين، فالنظام الجديد يفتح الباب إلى 8 منتخبات آسيوية  للصعود المباشر إلى كأس العالم بعد أن كان الصعود مقتصرا على 4 ونصف مقعد في الملحق المونديالي، وذكرياتنا مريرة مع نصف المقعد هذا الذي جعلنا نواجه منتخبات في الطرف الآخر من الكرة الأرضية!