العدد 5590
السبت 03 فبراير 2024
banner
هل نبقى مكتوفي الأيدي؟!
السبت 03 فبراير 2024

يسألني البعض عن توقعاتي للخطوة المقبلة، بعد خروج منتخبنا الوطني لكرة القدم من دور الثمن نهائي بكأس آسيا، وأستشعر في نبرة صوتهم ترقبا لردة فعل قد تحصل، مثل إقالة المدرب أنطونيو بيتزي أو إحالة اللاعبين إلى التقاعد واستبدالهم بآخرين أكثر كفاءة ونشاطا ومهارة!
ولكنني لا أملك إجابة ترضيهم، فلست صاحب القرار، ولن أكذب على نفسي وعليهم بقول شيء مستبعد حتى هذه اللحظة، كما أنني لن أدفع باتجاه الإطاحة بعمل الاتحاد البحريني لكرة القدم؛ كونه يملك الحيثيات الكاملة عن هذه المشاركة، التي يبدو أنها لم تكن مرضية لشريحة من الجماهير البحرينية، برغم وجود شريحة أخرى مقتنعة تماما أن “الأحمر” قدم ما يشفع له في الدوحة وفق المعطيات الواقعية بتأهله لدور الـ 16 وتصدره المجموعة الخامسة التي وصل منها منتخبان إلى الدور نصف النهائي، وهما كوريا الجنوبية والأردن.
ما أعرفه من مصادري أن اتحاد الكرة مقتنع بنسبة كبيرة بما تحقق في كأس آسيا، وأن لديه بعض الملاحظات ستتم مناقشتها مع المدرب والجهاز الفني فقط، وذلك لعدة أسباب أبرزها أن القيمين على الاتحاد يستهدفون الوصول إلى مرحلة استقرار فني وإداري تسهم في رفع مستوى ونسق المنتخب في المرحلة المقبلة، والمتمثلة في استكمال مشوار التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، وأنا أشجع على ذلك، فالاستقرار مسألة ضرورية لتوفير البيئة المناسبة للتطوير والبناء، خصوصا عندما لا يكون هناك سبب قهري لإجراء عملية جراحية لا يوجد من يضمن نجاحها المؤكد!
والأكثر من ذلك، أن اتحاد الكرة لا يملك خيارات متعددة في الوقت الراهن، سوى أن يحافظ على ما بين يديه من نقاط إيجابية ومضاعفتها بالدعم والتشجيع والمساندة، وهي في الواقع حلول لن تحدث فارقا نوعيا على مستوى المنتخب، إذا لم يكن هناك صف ثان من اللاعبين الجاهزين للدخول في المعترك التنافسي بكفاءة عالية.
ختاما، يعرف الجميع أن الهموم الكروية في بلادنا كثيرة ومتعددة، وأن لجانا فنية ومتخصصة رفعت في السابق توصيات كثيرة للجهات المعنية، لكننا لا نتحدث عنها إلا عندما نودع بطولة خاليِّ الوفاض، وكأننا لم نكن ندرك طوال الفترة السابقة أن مسابقاتنا ضعيفة وملاعبنا مترهلة، وأننا لا نملك لاعبين محترفين، وأن واقع الأندية البحرينية بحاجة إلى الكثير من العمل الإصلاحي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في ضوء كل ما تقدم: هل نبقى مكتوفي الأيدي أم نعمل بجد لتحقيق الأفضل، وفي ذات الوقت نطالب بتحسين الأوضاع الكروية؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية