العدد 5589
الجمعة 02 فبراير 2024
banner
كل إناء بما فيه ينضح
الجمعة 02 فبراير 2024

أجريت اتصالا هاتفيا بأحد أعضاء اتحاد كرة اليد أمس، وتحدثت معه عن جزئية طرحتها في مقال أمس، وطمأنني أن المعنى الذي جاء في المقال ليس فيه شبهة أو إساءة لمنتخب اليد، مثلما حاول البعض الترويج له في التعليقات المضللة على منصة الانستغرام، والتي يكتبها أشخاص يخلطون بين الحابل والنابل فينجر خلفهم آخرون دون وعي، مثل الأطرش في الزفة!

وعليه، أتوجه اليوم بهذا المقال إلى أصحاب المنطق والعقل، ممن يرغبون في إثراء الحوار وتبادل الأفكار، ويرفعون بآرائهم النيرة سقف النقاش إلى مستوى راق، ولا أجد حرجا إن رفعت لهم القبعة مقدرا رجاحة عقولهم وثقافتهم العالية، وأشكرهم على تفاعلهم وتواصلهم، سواء بالرسائل الخاصة أو بالمكالمات الهاتفية، وحتى بتعليقاتهم القيمة على موقع الصحيفة ومنصة الانستغرام، فأنا منفتح على الجميع للاستفادة والتعلم من أفكاركم ووجهات نظركم المحترمة، حتى وأن اختلفتم معي في الرأي.

لكنني أستغرب كيف قلب البعض المدح إلى قدح، فما ذكرته حرفيا في مقال أمس حول جزئية منتخبنا الوطني لكرة اليد جاء كالتالي: "كنت أتمنى أن أهنئكم بالتأهل وبالثأر من خسارة منتخب اليد أمام اليابانيين أنفسهم في البطولة الآسيوية، التي أقيمت على أرضنا وبين جماهيرنا، ولكن كيف يمكن لمنتخب الكرة، أن يفعل ما عجز عن فعله منتخب اليد، وهو المونديالي المتمرس؟!"

وكما هو واضح أمامكم، أن المعنى يأتي في سياق التأكيد على قوة منتخب اليد وليس العكس، أما سبب الحديث عن اللعبتين في آن واحد، فلأن الخطاب موجه إلى الجماهير البحرينية بشكل عام؛ كوننا تلقينا ضربتين موجعتين من ذات البلد، وهو اليابان المتطور رياضيا في مختلف الألعاب، وهذا الاستدلال لا يقلل من قيمة "المحاربين الأبطال" مثلما يدعي البعض، وإنما هي محاولة يائسة منهم للطعن في وجهة نظر لا تعجبهم.

أخيرا، دعونا نتفق أن الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية، وعلينا أن نشيع ثقافة النقاش المسؤول بدل الهرج والمرج؛ لأنها ليست لغة حوار حضارية، وليست مفيدة لتطوير كرة القدم والرياضة البحرينية، ولا تعبر إلا عن ضحالة فكر ومنطق، وكما يقول العرب "كل إناء بما فيه ينضح"... والله ولي التوفيق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .