انتهت مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في بطولة كأس آسيا في الدور ثمن النهائي أمام اليابان. لم نكن جيدين، ولم نكن سيئين، والأهم من ذلك كله أن منتخبنا كان شجاعا، وجماهيرنا كانت وفية ومحترمة، لم تتطاول على أحد من المنتخبات ولم، تفعل شيئا يندى له الجبين. كانت مشاركة بحرينية مشرفة بكل المقاييس، اتسمت بالروح الرياضية وتمثيل الوطن بالشكل المطلوب.
أما على مستوى النتائج، فسوف نكذب على أنفسنا إن قلنا بأن ما تحقق هو غاية آمالنا وطموحاتنا، كنا نريد المزيد من الانتصارات، وحاولنا قدر المستطاع أن نتحلى بالأمل والتفاؤل، عسى أن تأتينا بشائر الفرح من الدوحة، التي شهدت واحدة من أهم إنجازاتنا الكروية في العام 2019 عندما توج “الأحمر” بكأس الخليج العصية على البحرين لمدة 50 سنة، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
يهون علينا أن المنافس كان قويا، وظهرت بوضوح الفروقات الشاسعة، وهذا أمر كان متوقعا، فاليابان مرشحة فوق العادة لخطف اللقب، فهي تحتل المرتبة 17 عالميا، ولاعبوها منتشرون في الدوريات الأوروبية، وهي البطل التاريخي لكأس آسيا، أما منتخبنا فهو في طور البناء والتجديد ولا توجد مقارنة بين الكرة البحرينية والكرة اليابانية، فالهوة أكبر من أن تردم برغباتنا وأمنياتنا، لأن الحقيقة مرة.. والأمرّ من الحقيقة أن تسيطر علينا روح الانهزامية واليأس حتى قبل أن نحظى بشرف المحاولة!
لقد شاهدنا منتخبات كبيرة تخرج، برغم أنها كانت مرشحة، ونحن لم نكن مرشحين إلا للخروج المبكر، ورغم ذلك تأهل منتخبنا للدور الثاني، وكان شجاعا في مواجهته للمنتخب الياباني، ومن الطبيعي أمام خصم كبير وصعب المراس كهذا أن يرتكب اللاعبون أخطاء، مثلما حدث في بعض الأوقات من المباراة، التي كانت صعبة ولحظاتها مرعبة؛ بسبب التفاوت بين الطرفين.
ختاما، شكرا للاعبينا ولبعثة الأحمر في الدوحة، وشكرا لجماهيرنا الوفية. كنت أتمنى أن أهنئكم بالتأهل وبالثأر من خسارة منتخب اليد أمام اليابانيين أنفسهم في البطولة الآسيوية، التي أقيمت على أرضنا وبين جماهيرنا، ولكن كيف يمكن لمنتخب الكرة أن يفعل ما عجز عن فعله منتخب اليد وهو المونديالي المتمرس؟!