لم أذهب بعيدا عندما قلت لكم إننا بصدد متابعة نهائي عربي في كأس آسيا بنسبة 50 %، وذلك بعدما تغلب الأردن على كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي، وذكرت أن النسبة المتبقية تكمن في تجاوز حامل اللقب القطري نظيره الإيراني الذي أصيب على ما يبدو بلعنة “الكاميكازي” الياباني، وسقط بثلاثة أهداف لهدفين، تماما كما سقط العراق قبل ذلك، في مفارقة مثيرة!
والمثير أيضا تألق منتخب القطر وحضوره اللافت، عندما أثبت للجميع أنه فريق من العيار الثقيل، وأظهر قدرة هائلة على التماسك والدفاع عن لقبه حتى الرمق الأخير، كما أبطل القطري الأقاويل التي كانت تحوم حول عدم تعرضه لاختبار حقيقي في البطولة، فلا يوجد أصعب من اختبار منتخب “أمراء فارس” المنتشي بإسقاط اليابان أعتى امبراطورية كروية في القارة، لكن المنتخب الإيراني  لم يقو على تجاوز صلابة “الأدعم” القطري، فتلاشت أحلامه بعيدا على وقع خطوات “خيل فارسية” أبت أن تكمل المشوار التنافسي حتى النهاية!
وبعيدا عن هذا المشهد الدرامي، نحن في انتظار وترقب لاستكمال أحداث الحلم العربي المشوق، والذي يتحقق للمرة الثالث في تاريخ بطولة كأس آسيا، منذ أن أقلعت للمرة الأولى في العام 1956، وعلى مدار 68 سنة لم تشهد سوى نهائيين يجمعان بين منتخبين عربيين، وكانت المرة الأولى في عام 1996 بين السعودية والإمارات والثانية في عام 2007 بين العراق والسعودية، ومن حسن حظنا أن تضرب النسخة المونديالية الحالية 2023 موعدا مع نهائي عربي ثالث يجمع “حامل اللقب” منتخب قطر، مع شقيقه الأردني “الحصان الأسود”.
والأهم من ذلك أن مخاض النهائي العربي الثالث الذي انتظرناه 17 سنة سيشهد ولادة بطل جديد بنسبة 50 % والمقصود بذاك المنتخب الأردني، حيث لم يسبق له نيل اللقب، بل ولم يسبق له أن وصل للمباراة النهائية بكأس آسيا في السابق، فيما يحمل المنتخب القطري اللقب من النسخة الماضية، وهو الوحيد في خزائنه ويسعى دون شك للحفاظ عليه، والتاريخ يقول إن النهائي العربي الأول شهد فوز بطل قديم (السعودية على حساب الإمارات)، فيما شهد النهائي العربي الثاني فوز بطل جديد (العراق على حساب السعودية)، ولا أعلم كيف سينتهي نهائي يوم السبت المقبل؟!