العدد 5602
الخميس 15 فبراير 2024
banner
الميثاق وجناحا النجاح الإعلامي
الخميس 15 فبراير 2024

بالذكرى الثالثة والعشرين لميثاق العمل الوطني الفارق في تاريخ المملكة، التي حلت أمس، تذكرت مقالًا قديمًا للكاتب الكبير الراحل صلاح عيسى، كان مواكبًا لتوقيت صياغة الميثاق، ومرحلة ما قبل تدشينه.
المدهش في المقال هو الإشارة المبكّرة في ذلك الوقت قبل 23 عامًا، إلى قلق لدى المسؤولين عن الإعلام المصري في نظام الرئيس الراحل حسني مبارك، من أن تسحب المنامة البساط من تحت أقدام القاهرة، فيما يتعلق بالريادة الإعلامية.
جاء في المقال الذي حمل عنوان “حرية الصحافة وخصخصة الفضاء”، والمنشور بجريدة البيان الإماراتية العام 2000: (قال آخرون بل السبب ـ في السعي ـ لإطلاق كيانات إنتاج إعلامي وفضائيات خاصة ـ أن مصر حريصة على ريادتها الإعلامية وأنها تسعى لمنافسة أقطار عربية أخرى مثل البحرين تتجه إلى إقامة مشاريع مشابهة لجذب الاستثمارات).
كان المقال في إشارته للبحرين، يتناول المنافسة التي توشك أن تحتدم وقتها في المجال الإعلامي، وإنشاء مناطق إعلامية حرة، وفضائيات خاصة، وصحف جديدة.
وخلاف العديد من البلدان الراغبة في المنافسة على كعكة التأثير الإعلامي في ذلك الحين، أدركت قيادة المملكة أنه لا إعلام قوي وقادر على المنافسة، إلا في مناخ موات، وفق رؤية جديدة. وبالفعل، صدر ميثاق العمل الوطني، الذي حمل طموحات لم يصدق الكثيرون وقتها أنها يمكن أن يشهد بلد عربي إمكان تطبيقها.
غير أن تضمين الميثاق في الدستور، وتطبيقه عبر القوانين، جعله واقعًا حيًّا نقل المملكة لمصاف أخرى.
كنا، في القاهرة، خلال العقد الأول من القرن الجديد، نتابع الصحافة البحرينية بمزيد من الإعجاب والدهشة: تطور مذهل في الشكل والأداء وأفق النقد، حيوية دافقة بين السطور وفي الفضاء الواعد، وما يزال ميثاق العمل الوطني ضامنًا لكل عمل ينطلق بجناحي النجاح: المسؤولية والتطور.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية