من السهل عليَّ أن أنظر إلى الجزء الفارغ من الكأس، وأن أتصيد في المياه العكرة وأضخم السلبيات وأنفخها نفخا، حتى تصبح بالونا مليئا بالطاقة السلبية والكلام العبثي الفارغ، الذي لا يغني ولا يسمن من جوع.
لكنني للمرة الألف أكرر وأقول إن منتخبنا الوطني لكرة القدم ليس في أفضل حالاته، وإنه بحاجة إلى الكثير من العمل حتى يكون في أوج تطوره وعنفوانه وتألقه المرتقب، من قبل الجماهير البحرينية الطامحة في بلوغ نهائيات كأس العالم العام 2026، ولا ريب أن هذا الأمر يحتاج إلى صبر ووقت وتجارب، وهي ضريبة يرفض البعض دفعها، وكأنهم يريدون التطور، ليس بالعمل والمثابرة وانتظار النتيجة، وإنما بتقليل شأن الآخرين والاستهزاء بعملهم وجهودهم وتضحياتهم، وهذه نكاية غير مقبولة؛ لأنها نوع من التنفيس السلبي ولكن بإيذاء الغير.
وحسب ما أعرفه من مصادري في معسكر الدوحة، أن منتخبنا الوطني حقق الجزء الأكبر من أهدافه في كأس آسيا بوصوله لدور الـ 16، ولكنه لن يرفع الراية البيضاء أمام اليابان، وإنما سيقاتل بكل ما أوتي من قوة؛ لتحقيق نتيجة مفاجئة تكسر الصورة النمطية المأخوذة عنه من قبل الجماهير، الراغبة في مزيد من الانتصارات والأداء القوي، وهذا حق الجماهير الطبيعي، وأنا واثق أن الأحمر لن يخذلنا وسيقدم ما يليق بهذه المشاعر الوطنية الطيبة.
غير أن الجميع يعلم أن منتخبنا في مرحلة حساسة تتطلب التشجيع وبث روح الإيجابية وليس العكس، فالمواجهة المقبلة صعبة، وليس في وسعنا، نحن الجالسين في المدرجات وخلف الشاشات، أن نغير شيئا داخل الملعب، لذلك وجب التنبيه إلى ضرورة التوقف عن بث روح التشاؤم والإحباط؛ لأنها ستساهم في إضعاف عزيمة اللاعبين وإصرارهم على تحقيق نتيجة تسعد الجماهير وتشرف البحرينيين.
أخيرا، من يتابع تصريحات اللاعبين والمدرب بيتزي وأفراد البعثة البحرينية في قطر، سيدرك أن جل آمالهم تحقيق النتائج الإيجابية للكرة البحرينية وتطوير الأداء من مباراة إلى أخرى، وآخر هذه التصريحات خرج من فم المهاجم عبدالله يوسف، الذي أقر بصعوبة مباراة اليابان قبل أن يردف: “نحن في منتخب البحرين نحب مواجهة المنتخبات الكبيرة”، وهذه روح عالية، علينا أن نعمل على تعزيزها واستثمارها لعلها تحدث الفارق، وشكرا.